شارع الصحافة/ كتب- علي الحاروني:
إن المخدرات الإلكترونية أو الرقمية والتى يتم الترويج لها عبر مواقع عدة وبخاصة موقع (آى – دوسر)، هى عبارة عن مقاطع نغمات يتم سماعها عبر سماعات حيث يتم بث ترددات معينة في الأذن اليمنى مثلاً وترددات أقل فى الأذن اليسرى فيحاول العقل جاهداً أن يوحد بين الترددين للحصول على مستوى واحد للصوتين وهو ما يجعل مخ الإنسان في حالة غير مستقرة على مستوى الإشارات الكهربية العصبية التى يرسلها.
ومن هنا يتم تقسيم أنواع المخدرات الرقمية مثلها مثل أنواع المخدرات التقليدية وحسب تأثيرها على المتلقى أو المتعاطى حيث يقوم الشخص بالهلوسة والصراخ أو حدوث تشنجات لا إرادية في العضلات.
فما هى طقوس وأنواع الإدمان الإلكترونى وبداية ظهور المخدرات الرقمية وأضرارها وسبل مواجهتها ؟ هذا ما سنتعرف عليه عبر أربعة محاور رئيسة:-
اًولاً- طقوس وأنواع الإدمان الإلكتروني:
فالمخدرات الرقمية تتطلب إجراءات وطقوس معينة حيث السماعات ذات جودة عالية ومن نوع (ستاريو) كي تحقق أعلى درجة من الدقة والتركيز إضافة إلى تزويد السماعات بأصوات تشبه الذبذبات والأصوات المشوشة وتكون قوة الصوت أقل من 1000 إلى 1500 هيرتز ويتم تزويد طرفى السماعة بدرجتين مختلفتين من الترددات الصوتية ويكون الفارق ضئيلاً يقدر من 30هيرتز فأكثر.
إضافة إلى هذا النوع من المخدرات، يحتاج إلى طقوس معينة حيث لابد أن يكون المتعاطى أو المتلقى في حجرة ذات إضاءة منخفضة، وأن يصبح معصوب العينين، وأن يرتدي ملابس فضفاضة، ويشرب ماء قبل الإستماع للمقطع حتى يصل الفرد إلى القمة في التأثير والتخدير والنشوة من جراء سماع هذه المقاطع.
وينقسم الإدمان الإلكتروني إلى عدة أنواع ومنها الإدمان على نوعية معينة من الألعاب، أو من المادة المقدمة على حسب الفئة المستهدفة وهناك نوعاً اّخر من المخدرات الإلكترونية حيث يكون المتلقى فى عالم إفتراضي، ويبدأ بالسيطرة عليه سيطرة كاملة، ومن الممكن أن يقوم بالتصرفات التي يريدونها مثل لعبة الحوت الأزرق، وغيرها من الألعاب التي ظهرت وأوصلت الشباب إلى الانتحار .
ويمكن للمخدر الإلكتروني أن يسيطر عليهم عن طريق الموسيقى ويخرجهم من وضعهم الطبيعى ويدخلهم عالماً أخر ومرحلة مختلفة من التفكير السلبى ويعطيه أفكاراً معينة تؤمن بها وتوصله للمرحلة الأخطر من الإدمان الرقمى.
ثانياً- بداية ظهور المخدرات الرقمية وتطوراتها:
إن المخدرات الرقمية والذى عرفها عالمنا العربى منذ عام 2012م وبخاصة فى دولتى لبنان والسعودية بداية والتى هي عبارة عن نغمات أو موجات أذنية والتى تسبب نوعاً من الإثارة والقلق والتى تم إكتشافها من قبل العالم هنريك وليام دوف عام 1839م وتبناها من بعده العالم جيرالد أوستر وإنتشرت في أواخر القرن العشرين وكانت تستخدم فى مستشفيات الطب النفسى والصحة النفسية الأمريكية لمواجهة الإكتئاب والاسترخاء والتأمل والتي تعطي نفس الشعور والتأثير الذي يعطيه المخدر التقليدي.
وفى الحرب العالمية الثانية أيضاً كانت تستخدم تلك التقنية لتعذيب السجناء حيث يتم تغطية عين السجين وطرح نوع من الموسيقى الرقمية بترددات مختلفة ويؤدى ذلك إلى التأثير على الموجات الكهربائية للمخ وتؤثر فيه.
وفي عام 2010م ظهر برنامج (آى – دوسر) يتم من خلاله تحميل ملفات صوتية من الإنترنت بعد دفع المال وتستمع إليها من خلال سماعات ستاريو ويعتبر تأثيره كمخدر الحشيش أو الكحول.
إضافة إلى ذلك فإن المواقع والتطبيقات التى تروج للمخدرات الإلكترونية تعطى معلومات معينة وتلعب على دراسة الحالة المزاجية والنفسية للمتلقى لذلك يتحول إلى مدمن لنوعية المادة التى يقدمها له ويصبح أسيراً لها وتكون المادة المقدمة له تم دراستها من قبل الخبراء والمتخصصين حتى تصل إلى عقل الشباب خاصة فى الفئة العمرية من 12 إلى 22 عاماً ويريدون أن يوصلوا الشباب لمرحله أنه إذا إنقطع عنهم هذا المحتوى تتوقف حياتهم ويكون لديهم درجة عالية من الإدمان الإلكترونى الذى يدفعهم لدفع الأموال للحصول على المخدر.
ثالثاً- أضرار وآثار المخدرات الإلكترونية:
لقد إتفق العديد من العلماء والأطباء على أن الأضرار الفعلية للمخدرات الإلكترونية فى أنها قد تكون سبباً فى ذهاب الشباب إلى إدمان المخدرات الطبيعية وقد تسبب الإكتئاب وصفق الذاكرة ، كما تسبب هذه الأنواع من الملفات الصوتية الشرود الذهنى وإنخفاض التركيز ومع تكرار الإستماع إليها قد تسبب تشنجات وتوتر عصبى دائم ومضاعفات صحية خطيرة لدى مرض القلب وصداع وأرق وقلق متكرر ، ومما يترتب عليها مشكلات اجتماعية تلقى بظلالها على مستوى تعامل الشباب مع محيطه الأسرى وقصوره فى التحصيل الدراسي فضلاً عن اضرابات جسمانية تؤثر على صحته العصبية وسلامته النفسية.
رابعاً- كيفية مواجهة خطر المخدرات الرقمية:
علينا في البداية مراقبة المواد الصوتية التي يستمع لها الأبناء عبر الإنترنت وتوعية الأبناء بخطورة المخدرات الرقمية نفسياً وصحياً وإقتصادياً واجتماعياً ، وفرض رقابة صارمة عليهم، وعدم إستخدام العنف والتهديد في التعامل معهم والحرص على إحتوائهم فى فترة المراهقة والتعرف على مشاكلهم والعمل على مساعدتهم فى حلها، وتنمية ثقة الأبناء فى أنفسهم ومنحهم الدعم الكامل لخوض التجارب والمغامرات الحياتية.
ولقد أكدت العديد من الدراسات إلى أن االمخدر الرقمى آفة خطيرة تتحمل مسئوليتها بالدرجة الأولى الأسرة والمدرسة والجهات الأخرى مثل الإعلام والمؤسسات الدينية وغيرها وينبغي على الجميع التوعية بخطورتها وتأثيراتها لكونها باباً سحرياً وجديداً للإدمان من بوابة المحتوى الرقمي.
ولابد من فرض رقابة حكومية صارمية على مقاهى الإنترنت والتى يمكن أن يتسرب إليها الأطفال عبر الألعاب أو ملفات اليوتيوب ويقع فى فخ المخدرات الإلكترونية ومن هنا فإن على الحكومات تحديث القوانين الرادعة التى تمنع استخدام هذا النوع من المخدرات وتدريب فرق خاصة لمراقبة المقاهى والمواقع المروجة لهذا النوع من المخدرات والعمل على حجبها.
ويجب البحث عن تعاون دولى قوى لتحديد مصدر مصدر هذه المخدرات الرقمية والعمل على ضبط مروجيها وإقامة دورات تدريبية وإرشادية للشباب حول أضرار المخدرات الإلكترونية، وعلى الحكومات التنسيق مع المدارس والجامعات والمؤسسات الدينية لعمل برامج وندوات توعوية حول أخطار المخدرات الرقمية وحث الشباب على المشاركة فى أنشطة اجتماعية وتطوعية تفرغ طاقات الشباب.
ويتعين تكاتف الجميع للتصدى لتلك الظاهرة الخطيرة والحفاظ على شبابنا أمل المستقبل وسواعد بناء مصرنا الجديدة.