صرح الدكتور حاتم الجوهري رئيس مؤتمر “المشترك الثقافي بين مصر واليمن.. رؤى جديدة للمتون العربية”، ومؤسس مشروع “المشترك الثقافي العربي” ومجاله العلمي الجديد “الدراسات الثقافية العربية المقارنة”، أن الفعالية الثالثة للمشروع ومؤتمر “المشترك الثقافي بين مصر واليمن” ستعقد يوم السبت المقبل الموافق 11 فبراير، وتستضيفها جماعة الأدباء والفنانين (أتيليه القاهرة).
ووجه الجوهري الشكر للسفارة اليمنية والسفير اليمني الدكتور/ محمد علي مارم على استضافة السفارة لـ”السمينار التعريفي” بمشروع “المشترك الثقافي العربي” ومجال “الدراسات الثقافية العربية المقارنة”، الذي عقد يوم السادس من أكتوبر 2022م بالسفارة، وتشجيعها للباحثين اليمنيين للمشاركة في المؤتمر، وأن السفارة مدعوة لإلقاء كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تكريما وتقديرا لها، ومؤكدا على وجود عديد من المشاريع المستقبلية للتعاون والعمل المشترك.
كما وجه الشكر لمعهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية ممثلا في الدكتور/ محمد مصطفى كمال مدير المعهد، على الشراكة العلمية الفعالة من المعهد مع المؤتمر، ممثلا ذلك في حضور الدكتور/ محمد الطناحي عضوا في اللجنة العلمية للمؤتمر وتحكيم أبحاثه.
وأوضح الجوهري أن المؤتمر يعد خطوة جديدة في مشروع المشترك الثقافي العربي؛ يتم التأسيس من خلاله لفلسفة جديدة في مجال “الدراسات الثقافية العربية المقارنة”، وهي فلسفة “إدارة التنوع وتفكيك التناقضات” وهو العنوان الذي حمله كتاب أبحاث المؤتمر، وذلك بعدما طرح المشروع فلسفته الأولى “فلسفة المشترك الثقافي” في مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر وتونس في مارس 2022م.
وأردف أن الفلسفة الجديدة التي يطرحها المشروع عن “إدارة التنوع وتفكيك التناقضات” تأتي في محاولة لاستعادة الذات العربية في القرن الحادي والعشرين، وتأسيس متن جديد لها يتجاوز فكرة تفجير التناقضات والترويج لفلسفة الهوامش التي روجت لها الدراسات الثقافية الغربية وتسربت للخطاب العربي دون تدقيق في مآلاتها ونتائجها من المثقفين العرب، وأنه يأمل أن تكون الفلسفة الجديدة حجر أساس في بناء متن عربي جديد في القرن الحادي والعشرين، في مواجهة ظهور متون عالمية ثقافية وسياسية جديدة مثل مشروع “الأوراسية الجديدة” الروسي ومشروع “الحزام والطريق” الصيني، ومشروع “الليبرالية الديمقراطية” الأمريكي وتبعاته وهيمنته منذ القرن الماضي.
واستطرد حاتم الجوهري أنه يأمل في أن يكون مشروع “المشترك الثقافي العربي” نواة فعالة لـ”جغرافيا ثقافية” تؤكد على المشتركات العربية، وتسعى لتعزيز “الجغرافيا الطبيعية” والتكامل في الموارد الاقتصادية والطبيعية بين البلدان العربية، وصولا إلى تقارب “الجغرافيا السياسية” والتفاهم حول الرؤى المستقبلية والتنسيق فيها وتقريب وجهات النظر في المصالح الاستراتيجية والجيوبولتيكية بين البلدان العربية، مؤكدا أنه قدم دراسة رافعة في هذا الاتجاه تستهل كتاب أبحاث المؤتمر بعنوان: “استعادة المتون العربية: فلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات وتحدياتها”، تطرح عدة مفاهيم وتصورات مستقبلية جديدة وتواجه العديد من إشكاليات المشهد العربي الراهن.
وقال إن كتاب أبحاث المؤتمر يأتي في جزئين متضمنا مشاركة واسعة تمثلت في 31 ورقة بحثية متنوعة موزعة على ثمانية محاور، وأن محاور المؤتمر هي: (المحور الأول: المتون العربية.. بين تفكيك التناقضات واستشراف المستقبل- المحور الثاني: المشترك الثقافي العربي بين مصر واليمن.. رؤى وآفاق- المحور الثالث: الأدب الحديث وتجليات المشترك الثقافي بين مصر واليمن- المحور الرابع: أدوار وشخصيات علمية فاعلة بين مصر واليمن- المحور الخامس: الصلات التجارية التاريخية والهجرة بين مصر واليمن- المحور السادس: الأدب الشعبي والقديم وفنونه بين مصر واليمن- المحور السابع: التقاليد والعادات المشتركة بين مصر واليمن- المحور الثامن المعتقد الشعبي وتمثلاته قديما وحديثا بين مصر واليمن).
وذكر حاتم الجوهري أن اللجنة العلمية للمؤتمر ضمت أسماءا عربية رفيعة من ثمان دول عربية؛ ضمت: د.قاسم المحبشي (اليمن- رئيسا)- د.محمد الطناحي (مصر)- د.حمود العودي (اليمن)- د.محمد الناصر (تونس)- د.حسام الدين درويش (سوريا)- د.خليل عودة (فلسطين)- د.دوللي صراف (لبنان)- د.عمر كامل حسن (العراق)- د.سليمة مسعودي(الجزائر)- د.سعيد القميري (اليمن)- د.عبد الحكيم خليل (مصر)- د.عبد الكريم براهمي (تونس)- د.أريج البدراوي (مصر).
كما وجه الشكر لكافة الباحثين المشاركين في المؤتمر لجهدهم المقدر، وقال أن أسماء الباحثين الواحد والثلاثين بترتيب ورودها في كتاب أبحاث المؤتمر هي كالتالي: د.حاتم الجوهري- د.عمر كامل حسن- د.قاسم المحبشي- د.يمنى طريف الخولي- د.ثابت الأحمدي- د.زينب حسين علي سهيل- أمين أحمد علي فارع- صبحي عبد العليم نايل- د.أحمد إسماعيل- د.ولاء أسعد عبد الجواد- محمد فؤاد مهيوب محمد الكرامي- خالد جودة أحمد- عبدالرحمن صالح العُبيدي- د.شريف علي الأنصاري- د.نورا عبد العظيم- د.عوض عبد الرب الشعبي- د.بلقيس عبدالوهاب صالح جعدان- د.دينا طمان- زينب البكرى- محمد عبده محمد سبأ- عبد القادر طريف- أبو الفتوح مساعد البرعصى- د.أحمد سعد إبراهيم إسماعيل عيـطة- د.سامية قدري- د.ميُّ السيِّد محمَّد مُرسي- أحلاهم محمد عوض أبونواره- د.منار عبد الحليم محمد ناصر- د.سامح شوقي- د.أريج البدراوي زهران- محمد عطبوش- د.ليبيا عبدالله دماج.
وختم الجوهري حديثه؛ مؤكدا أن المشترك الثقافي بين مصر واليمن له جذوره التاريخية العميقة بسبب الجغرافيا الطبيعية المشتركة بين البلدين التي حققها البحر الأحمر والذي أمسكت مصر برأسه من أعلى وأمسكت اليمن برأسه من أسفل، هذه الجغرافيا الطبيعية وطدت العلاقات التجارية والثقافية بينهما وربطت مياه البحر الأحمر بقوة بين البلدين، وحديثا تعضد هذا المشترك الثقافي بين البلدين وشدت وصاله الذات العربية المختارة التي تجمع كل البلدان العربية، حينما اختارت مصر أن تدعم التحرر اليمني وتحوله نحو الجمهورية وتخلصه من الاستعمار الأجنبي.
وكان مشروع “المشترك الثقافي العربي” الذي أسسه ودعى له حاتم الجوهري أستاذ النقد والدراسات الثقافية والمشرف على المركز العلمي للترجمة بهيئة الكتاب، قد قدم فعاليته الأولى في سبتمبر 2021م مع “المائدة المستديرة” حول العلاقات الثقافية المصرية السودانية و”المشترك الثقافي” الخاص بالبلدين، والتي أنتجت وطرحت “وثيقة ثقافية شعبية” مفتوحة ومطروحة للنقاش العام حتى اللحظة الحالية، ثم قدم فعاليته الثانية ومؤتمر “المشترك الثقافي بين مصر وتونس.. الواقع والآمال” (مارس 2022م) في سياق العام الثقافي المصري التونسي، قبل أن يأتي مؤتمر “المشترك الثقافي بين مصر واليمن.. رؤى جديدة للمتون العربية” (2023م).