فنونمقال رئيس التحريرمميز
بأضخم معرض للفنون التشكيلية.. أهالي عزبة التونسي بمحافظة الشرقية يطرقون أبواب العالمية
د. محمود عبد الكريم عزالدين
في مبادرة هي الأولي من نوعها على المستوى العربي وعلى الصعيد الدولي، يعتزم أبناء عزبة التونسي- التابعة لقرية دهمشا- مركز مشتول السوق، بمحافظة الشرقية، إقامة أكبر معرض للفنون التشكيلية، بمشاركة أكثر من 5 آلاف فنان من مختلف المراحل السنية؛ حيث سيُفتح المجال للمشاركة في المعرض، أمام الأطفال من سن أربع سنوات، والكبار من الشباب والفتيات، دون التقيد بسن معينة.
ومن المرجح- كما يقول صاحب هذه المبادرة وهو الفنان التشكيلي عبدالمنعم محفوظ- أن يدخل أبناء العزبة بهذا العمل الفني غير المسبوق، موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
ويقول الفنان التشكيلي عبدالمنعم محفوظ صاحب فكرة المعرض، وصاحب مبادرة (مشروع قومي للتراث المصري)، إن هذه المبادرة والتجربة التي أطلقها، تهدف بصفة أساسية إلى دعم البراعم والمواهب الشابة من الطلاب بالمراحل التعليمية، وكذلك من الأعمار والفئات الثقافية والاجتماعية المتنوعة؛ سواء بتنمية موهبتهم ومهاراتهم، أو تعليمهم وتدريبهم حتى مرحلة الإنتاج الفني مجانًا دون مقابل مادي.
وكان الفنان عبدالمنعم- وهو رئيس قسم أنشطة طلابية سابق بمديرية التربية والتعليم بمحافظة الشرقية ورئيس مجلس إدارة مؤسسة للفن والإبداع- قد أقام في الثلث الأخير من العام الماضي، بالتعاون مع إدارة الموهوبين بمديرية تعليم الشرقية، معرض «الحياة فن وإبداع»، لتقديم المنتجات الفنية بمختلف أنواعها، من المواهب الشبابية والبراعم، في عزبة التونسي بقرية دهمشا..
وقد شارك في ذلك المعرض ألف وواحد فنان تشكيلي (1001) قدموا أكثر من ألف عمل فني يمثل التراث المصري الأصيل، تم عرض لوحاتهم على جدران منازل العزبة، إضافة إلى بيت العائلة القديم الخاص به.
وحضر تلك الفعالية نحو 12 ألف شخص؛ ما بين فنانين موهوبين، ونقاد وزائرين ومسؤولين؛ من بينهم: اللواء مهندس محمد محفوظ النجار، وكيل أول وزارة الإسكان بالشرقية، والفنان والناقد التشكيلي الدكتور عادل بنيامين، والفنانة التشكيلية والإعلامية نهى محفوظ، وممثل المجتمع الشرقاوي؛ حازم محمد مفيد، في وجود 50 فنانًا وخطاطًا وناقدًا فنيًا.
ويبذل الفنان التشكيلي عبدالمنعم محفوظ صاحب فكرة المعرض، جهودًا مكثفة- بالاشتراك مع بعض أصدقائه من الفنانين والنقاد التشكيليين الكبار وقيادات التوجيه الفني وإدارة الموهوبين بمديرية التربية والتعليم- للخروج بثاني تجاربه إلى حيز التنفيذ، انطلاقًا من قناعته وإيمانه الراسخ، بضرورة ابتكار تجارب رائدة في جعل المعارض والفنون ليست مقصورة فقط على القاهرة، حيث إن محافظات الأقاليم والريف المصري عموما غنية بالمواهب وزاخرة بالكفاءات الفنية.. ولكن لبُعد المسافات- كما يقول- قد لا يستطيعون تنمية مواهبهم، أو تعلم حرفة يدوية أو نشاط فني تشكيلي، مثل كل أنواع الأشغال اليدوية (هاند ميد)، والخزف والصلصال والحلي والمنتجات الخشبية وغيرها، والنحت والرسم بالرصاص والفحم والألوان الخشبية والزيتية والمائية.
ويرحب الفنان عبدالمنعم محفوظ بمشاركة جميع الموهوبين، سواء من قرى مشتول السوق، أو غيره من المراكز والمدن المجاورة بمحافظة الشرقية، معربًا عن سعادته بنجاحه في إخراج الفنون التشكيلية من القاعات المكيفة والصالات المغلقة، إلى عموم المواطنين، وخاصة ما يسميه بـ «الفلاح الفصيح»، ويقصد به المواطن أو ولي الأمر البسيط، الذي يثق تماما أنه لا يوجد أي تعارض بين تفوق أولاده في الدراسة، بالتوازي مع نبوغه في فن معين من الفنون التشكيلية.
ويُعدُّ مركز ومدينة مشتول السوق- التابعة له عزبة التونسي- أحد مراكز محافظة الشرقية، ويقع بالقرب من مركزي «بلبيس» و«منيا القمح».. ويشتهر أهله بالزراعة والصناعات الحرفية البسيطة.
وجدير بالذكر أن اسم المركز الأصلى (مشتول)، كما ورد في كتاب أحسن التقاسيم للمقدسي، وذُكر في موضع آخر، باسم (المشتول كثيرة الطواحين).. وكان به ثلاثة آلاف جمل يحملون الحبوب والدقيق يأتون إلى «مشتول» كل أسبوع، وكان يوجد بها طواحين كثيرة، وقد عُرفت في القرن السادس بـ مشتول الطواحين»، ثم لشهرة هذه البلدة بسوقها الكبير الذي كان يعقد أسبوعيا بين القرى المجاورة، عُرفت في العهد العثماني بـ«مشتول السوق».