كتبت- إسراء زكريا:
يصدر مهرجان أفلام السعودية في دورته التاسعة، كتابا بعنوان “الفيلم الوثائقي: في جماليات الإنشاء والتقبل – تجارب علمية رائدة” للمؤلف أحمد القاسمي، والذي يعتبر تجربة للتبحّر في جماليات الفيلم الوثائقي على مر العصور، والغوص في بعض خصائص تشكيله ومسارب معانيه في جميع فصوله.
يقدم الكتاب مادّة خصبةً ومتشعّبة، على أساس علمي متقن، للدارسين والمهتمين بالسينما الوثائقية. كما أنه يفتح نافذة ثقافية للقارئ العام تقرّبه من جماليات هذه السينما في قراءات تطبيقية مختارة بعناية لأفلام تأسيسية ريادية منذ عشرينيات القرن الماضي؛ ابتداءً بأبِ الفيلم الوثائقي المخرج الأمريكي روبار فلاهرتي، وأفلامه التي تبدأ بالانتصار للطبيعة، وتختم بالانتصار للإنسان، وسلطة الآلة، والعوامل التي جعلت المخرج يصل إلى تلك القناعة، إلى جانب الروسي دزيغا فرتوف، الذي بذلَ جهداً لتنقية السينما الوثائقية من المظاهر الأدبية والمسرحية، وجعلها خالصة للصورة السينمائية، وذلك في فيلم “الرجل صاحب الكاميرا” عام 1928.
أحمد القاسمي أكاديمي وناقد سينمائي تونسي له العديد من الإصدارات في النقد السينمائي، كما أصدر روايتين ومسرحية، وهو حالياً أستاذ مادة “سيميائيات الأدب والسينما” بكلية منوبة.
ومن ضمن إصدارات المهرجان، كتاب بعنوان “الشاعر في مرآته.. أندري تاركوفسكي” ترجمة منير العليمي، الذي يحتوي على حوارات مختارة أُجريت مع المخرج الروسي أندري تاركوفسكي، أحد رواد ومؤسسي السينما الشعرية.
هذه الحوارات، التي تغطّي زمنيّاً فترة اشتغال تاركوفسكي من أوائل الستينيات حتى مرحلة ما قبل وفاته بمدّة قصيرة، تشمل تجربته مع أفلامٍ وُصِفت يوماً بالغموض والنخبوية، منها: “طفولة إيفان”، و”أندريه روبليف”، و”سولاريس”، و”ستالكر”، و”المرآة”، و”نوستالجيا”.
منير العليمي مترجم وشاعر تونسي، حاصل على جائزة أيام قرطاج الشعرية عن مجموعته “مقبرة على قيد الحياة”، وله العديد من الترجمات والإصدارات الشعرية.
ويصدر المهرجان أيضا في هذه الدورة كتاباً للناقد والكاتب السينمائي المصري أمير العمري بعنوان “وودي آلن.. ضحك وفلسفة”، الذي ينقل لنا صورة دقيقة عن عوالم هذا السينمائي الفذ ومسيرته الفنية، وفلسفته في صناعة الأفلام والضحك على حد سواء، بل ويعرّج أيضاً على حياته الخاصة التي تتشابك مع حياته العملية، وذلك من خلال الكثير من المحطات التي يتناول فيها العمري أهم أعمال آلن نقداً وتحليلاً وتشريحاً.
ويقول العمري: “سوف أتوقف في هذا الكتاب أمام فلسفة وودي آلن، وملامح مدرسته الخاصة في الكوميديا الأمريكية، واختلافها عن غيرها من خلال تناول أهم أفلامه التي تعبر عن هواجسه وأفكاره وتعكس رؤيته كأفضل ما يكون خلال مراحل مسيرته السينمائية المختلفة، وتجسد أسلوبه الخاص ولغته السينمائية التي نجحت دائما في جذب المشاهدين في شتى أرجاء العالم”.
ويضيف: “لا شك أن ما يميز سينما وودي آلن وأفلامه الكوميدية التي تضحك وتمتع الجمهور في العالم، رؤيته الكامنة فيما وراء الصورة، وفي طيات الدراما، والتي تنبع من قلب الكوميديا، أي باختصار، فلسفته من خلال أفلامه نفسها، يمكن القول إن وودي آلن كان دائما يطرح الكثير من التساؤلات التي تشغله، كما يعبر عن هواجسه الخاصة، التي تدور عادة حول ثنائيات مثل الحياة والموت، الدنيا والآخرة، الوجود والعدم، الفن والخلق، أنانية الإنسان وموقفه الأخلاقي في الحياة، التدهور مقابل القيمة، معنى الحب ومغزى الرغبة، العلاقة بين الفكر والمادة، وبين المرأة والرجل”.
أمير العمري كاتب وصحفي وناقد سينمائي مصري تخرج في كلية الطب بجامعة عين شمس عام 1976، ثم درس الصحافة والتليفزيون في لندن في الفترة ما بين عامي 1987 و1989، وهو مؤسس موقع عين على السينما، ترجم وألف عدداً من الكتب السينمائية من بينهم كتاب “مارتن سكورسيزي.. سينما البطل المأزوم”، الصادر عن مهرجان أفلام السعودية في دورته الثامنة.
يذكر أن مهرجان أفلام السعودية تبنى برنامجاً منتظماً لإصدار الكتب بأهداف مستدامة، بشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وبدعم من هيئة الأفلام في وزارة الثقافة، وتنظيم جمعية السينما، وذلك بهدف رفد المكتبة السعودية والعربية بالكتب المتخصصة في مجال السينما، وستكون إصدارات هذه الدورة عن دار “جسور الثقافة للنشر والتوزيع”.
زر الذهاب إلى الأعلى