إلىٰ الذينَ ..
يدحضونَ المشقّةَ بالتراتيل
مرددينَ صلواتهم
تحتَ الغيومِ مبللّةً بالرجاء
خيطُها الأمل
وملحُها الانتظار
حتىٰ غَدَتْ عيونُكم سوداً
وقاحلةً من وحشةِ الليل
هَلْ لي بحفنةٍ من ترابِ أقدامكم ؟ أنثرُها علىٰ قارعةِ المحطات
التي غادرها الطَلّ !
إلىٰ متىٰ تبقىٰ سماواتُكم ملبّدةً
وأرضُكم تضجّ بغير المكترثينَ ؟
وما عادتْ عكّازُ أعماركم تحملُكم
لتستمرّوا أحياءً تحتَ خطِّ استواء الموازين !
ما كانَ عيدُكم إلاّ نزفُ شموعٍ
من جروحٍ غائراتٍ !!
وما كانَ الاستذكارُ إلاَّ محضُ انتشالٍ
لشواهدَ قبورٍ غطّاها الترابُ
من الحولِ إلىٰ الحول !!
وستظلّ تلكَ التنهيدةُ
تنعشُ أوصالَ الرمائم
متجدّدةً في كل عام.