فنونمقال رئيس التحريرمميز
الفنان التشكيلي العراقي سمير السعيدي.. من «الواقعية» إلى «المفاهيمية»
د. محمود عبد الكريم عزالدين
سمير السعيدي مواليد 1977، حاصل على دبلوم معهد الفنون الجميلة، وبكالوريوس فنون جميلة «رسم»، وهو عضو نقابة الفنانين العراقيين، وعضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، وعضو رابطة المبدعين العراقيين للفنون الجميلة.
أقام سمير السعيدي ثلاثة معارض شخصية في بغداد، وله مشاركات كثيرة في داخل العراق وخارجه، وأهمها مشاركته في المملكة الأردنية ودولة الإمارات العربية، وغيرها من الدول، وحاصل على عديد الشهادات التقديرية.
موضوعاته الواقعية الطبيعية؛ ترصد الأماكن الشعبية والأهوار بجنوب العراق، والخيول التي تقترب من فناني الرواد لتأثره الكبير بهم كالفنانين العراقيين؛ حافظ الدروبي، وفائق حسن، وغيرهم من الرواد.
لكل فنان هويته وبصمته الفنية.. ولعل من أولى المراحل التي مر بها الفنان التشكيلي سمير السعيدي كمرحلة ابتدائية، هي المرحلة الواقعية، ثم تخطى «الواقعية»، إلى المراحل «المفاهيمية»، والتي ترتبط فيها اللوحة بالبعد الفلسفي، وطروحات الرؤى الفنية.
والهدف الرئيس للفن المفاهيمي هو أنه يدور حول «الأفكار والمعاني»، بدلاً من «الأعمال الفنية»، مثل المنحوتات، اللوحات، وغيرها من الأشياء الثمينة، كما أن ما يميزها هو استخدامها للنصوص، بالإضافة إلى الصور، إلى جانب مجموعة مختلفة من المواد، والتي في الغالب يكون استعمالها يوميا.
يتضمن الفن المفاهيمي- في معظم الأوقات- تصوير الفيديو، والتصوير الفوتوغرافي، وأيضًا غيرها من الوسائط المعاصرة الأخرى، مثل أجهزة الكمبيوتر، وفن الإسقاطات، والأداء، وفن التركيب والصوت.
هذا النوع من الفن كان عبارة عن ثورة ضد تزايد «تسليع الفن»، والمتمثل في ما يتم تدريسه في الأماكن المخصصة للفن التقليدي.
واتسمت المفاهيمية أيضًا باستخدام أقل عدد ممكن من العناصر لتوصيل الفكرة، فاعتمدوا التبسيط أو التصغير، فظهر توجه جديد داخل المفاهيمية نفسها عُرف بـ “التصغيرية (Minimalism) وهو التعبير عن الفكرة باستخدام أقل عدد ممكن من الكلمات والأدوات في العمل الفني.
ويعزي عديد مِن النُقّاد ظهور الفن المفاهيميّ إلى رائدي الحركة السرياليّة في القرن العشرين، الفرنسي مارسيل دوشامب (1887 – 1968) والبلجيكي رينيه ماجريت (1898 – 1967). بل ويُعزى للحركة السرياليّة ككُلّ أنّها كانت تحمل بذور الفنّ المفاهيمي.