تعد طريقة الاستقصاء العلمي من الطرق الحديثة نسبياً التي تعكس الاهتمام بنشاط المتعلم، وجعله محور العملية التعليمية حيث يقع عليه عبء القيام بأغلب أنشطة التعلم بينما يكون دور المعلم في هذه الطريقة هو التوجيه والإرشاد لجهود التلاميذ، ولتفكيرهم.
وتعرف الطريقة الاستقصائية بأنها طريقة للتعليم والتعلم يتحمل فيها التلاميذ المسئولية الأولي في توليد الأسئلة، وفحص البيانات، وتكوين التعميمات بهدف الوصول إلي حل المشكلة ، كما تعرف الطريقة الاستقصائية بأنها الطريقة التي تؤكد علي دور التلميذ كعامل فعال نشط يتحمل المسئولية الأولي في عملية التعلم ، وتتم في إطار حل المشكلة.
وتعرف أيضاً بأنها طريقة التدريس التي يكون فيها التلميذ مركزاً للعملية التعليمية، ومشتركاً في الموقف التعليمي بطريقة تحتم عليه التفكير ، مع توجيه من جانب المعلم لتحقيق الأهداف المحددة مسبقاً.
خصائص الطريقة الاستقصائية:
تجعل التلميذ محور العملية التعليمية بحيث يشترك اشتراكاً فعالاً في الخبرات المباشرة وغير المباشرة التي تمكنه من التوصل إلي المعرفة العلمية وإدراكها.
تؤكد علي عمليات العلم Science Processes كهدف أساسي لتدريس العلوم بدلاً من حفظ المعلومات واسترجاعها.
تركز علي الأسئلة، وخاصة الأسئلة متعددة الأجوبة.
تؤكد علي التجريب العملي كوسيلة لجمع البيانات.
يتم الاستقصاء من خلال موقف تعليمي مشكل يتحدي تفكير المتعلم ويحفزه للقيام بنشاط ذاتي بهدف الوصول إلي حل لهذا الموقف المشكل.
تؤكد علي استمرارية التعلم الذاتي.
تجعل المتعلم يسلك سلوك العالم الصغير حيث يتم مواجهته بموقف مشكل ومن خلال ذلك يحدد المشكلة، ويكون الفروض، ويجمع البيانات، ويصمم التجارب، ويلاحظ ويفسر ويتوصل إلي النتائج.
تجعل الطالب يفكر وينتج بدلاً من أن يستقبل المعلومات جاهزة، ومن ثم يصبح منتجاً للمعرفة لا مستهلكاً لها، وبذلك يتحقق مبدأ إيجابية المتعلم في العملية التعليمية.
مزايا الطريقة الاستقصائية:
تكسب المتعلمين اتجاهات علمية مرغوبة.
تنمي قدرات المتعلم الابتكارية ؛ لأنها تركز علي إثارة أسئلة مفتوحة تتطلب أكثر من إجابة صحيحة.
تنمي مفهوم الذات، وتزيد من مستوي التوقعات لدي الطالب من حيث مدي قدرته علي تحقيق المهام العلمية المكلف بها.
اكتساب مهارات عمليات العلم ، وتنمية المهارات العلمية.
تكسب المتعلم مهارات تفسير وتنظيم البيانات.
تنمي مهارات الاتصال والتفاعل اللفظي.
ترفع مستوى التحصيل الأكاديمي، وتساعد علي استبقاء المعلومات التي يكتسبها المتعلم لأطول فترة ممكنه.
توفر الفرص للمتعلم لممارسة وتحسين مهارات التفكير الناقد، وترفع مستوي التنور العلمي.
تنمي قدرة المتعلم علي توجيه الأسئلة ، والاستقصاء، والاكتشاف.
اكساب المتعلم المهارات الأساسية مثل: التصنيف، القياس، التنبؤ ، فرض الفروض، التفسير.
تزيد من قدرة المتعلم علي تخزين المعلومات، واسترجاعها ، وتنشيط ذاكرته.
تزيد من الدوافع الداخلية للمتعلم أكثر من الدوافع الخارجية، ومن ثم تعمل علي إكساب المتعلم الثقة بالنفس.
أنواع الاستقصاء:
يصنف محمد رضا البغدادي (2003، 436) الاستقصاء إلي نوعين هما:
الاستقصاء الموجه:
وهو ما يقوم به المتعلم تحت إشراف المعلم ، وتوجيهه أو ضمن خطة بحثية تم إعدادها مقدماً، ويعتمد هذا النوع من الاستقصاء علي المتعلم، ولكن في إطار واضح ومحدد يهدف إلي تحقيق أهداف معينة.
الاستقصاء الحر:
ويقصد به قيام التلميذ باختيار الطريقة وأنواع الأسئلة والمواد والأدوات اللازمة للوصول إلي حل ما يواجهه من مشكلات أو فهم ما يحدث حوله من ظواهر وأحداث طبيعية.
دور المعلم في الطريقة الاستقصائية:
يتخذ المعلم في التدريس الاستقصائي دور المرشد والموجه حيث أن الهدف الأساسي للتدريس الاستقصائي هو إثارة التفكير المستقل لدى المتعلم ، وبالتالي يتلخص دوره فيما يلي:
كثرة التعزيز الموجب، وعدم تجاهل إجابات المتعلم.
توفير كافة المعلومات والأدوات التي يحتاج إليها الطلاب في سعيهم.
توفير المناخ الملائم في الفصل لطرح وتلقي الأسئلة.
الاهتمام بأداء المتعلم قدر الإمكان.
يوجه أسئلة تساعد الطلاب علي التعبير عن أفكارهم ومدي فهمهم، وأسئلة تساعدهم علي تخطيط استنتاجات منطقية من البيانات والأدلة المتوافرة.
يشجع الطلاب علي التعبير عن أفكارهم.
يلاحظ وينصت إلي تفاعلات الطلاب مع بعضهم البعض، ويسجل مايراه ويعلق عليه.
يوفر الوقت اللازم للطلاب لحل المشكلات التي تواجههم.
يدعم استخدام الطلاب للمصطلحات العلمية، ويقدم المصطلحات والبدائل الصحيحة بعد أن يعبروا عن أفكارهم.
يركز انتباه الطلاب علي الترابط والتواصل بين الخبرات القديمة الموجودة لديهم، والخبرات الجديدة التي يكتسبونها.
•••••••••••••
المراجع:
البغدادي، محمد رضا (2003). تاريخ العلوم وفلسفة التربية العلمية. القاهرة : دار الفكر العربي.
