في ليلةٍ نافقةٍ
فتحتُ كفّيّ مثل كتابٍ قديم
ثمَّةَ منادٍ أبكمُ قربَ لساني
وهديرٌ أصمّ لا يبعدُ عن أُذُنيّ
صيحاتُهُ المثقلاتُ شظايا
تجلدُ الغوايةَ عندَ الغسق
وتشيرُ إليّ بأصابعَ مظلمةٍ
دونَ أنْ ترىٰ قسماتيّ الغرّاء
أستلّ قَدِّي لأدرأَ فحيحاً أرمد
بفضاءٍ أريحيّ الرُؤى
لا يتّسعُ للأزيز ..
مهما اجتاحَهُ مطرٌ أسودُ
وَهُم ينفضونَ أيديَهم
بعدَ ما تضمّختْ بالسواد
رصيدُهم دخانٌ يُكحِّلهم
ليبقوا صامدينَ !!
أرسمُ متّكأً للذكرياتِ المستقيلة
من مسقطِ رأسِ الكلمات
فلا حجةَ للفجرِ المتّشح بالضياء
لمقاربةِ نهارٍ بينَ ظلمتين
ولا لهرمٍ موغلٍ بالانحدار
واقع بينَ سفحين
يطوفُ ليلكزَ ما قَدْ رأهُ
يحيكُ من نظراتهِ شالاً
يخالجهُ الوَنى
لم تحفلْ به ضوضاءُ ضواحيه
ينأى عن وحشةِ الاكتظاظ
بعاهةٍ حميمةٍ
تجلدُ أوقاتهِ لتصلَ إلى غبشٍ أملس
شأوه العُلى
يلوكُ الضحكات بفمٍ أدرد
وأنا أتّقي رعشةً
صفّدتها حبالُ عيوني
فاستحالتْ قلائدَ تهدرُ ضوءاً
تزدهي بهِ نهاراتي ..
وتشيّعُ جثثَ الريح .