لليوم الرابع تشتعل المواجهات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، حيث كثف سلاح الجو الإسرائيلي غاراته العنيفة والمتواصلة على قطاع غزة، بينما استهدفت المدفعية بقذائفها مناطق شرق وشمال مخيم البريج وشرق حي الزيتون والشجاعية بعد أن تسلل نحو 1000 مسلح من حماس إلى 20 بلدة إسرائيلية و11 معسكرا للجيش الإسرائيلي.
واستفاق سكان قطاع غزة، صباح الثلاثاء، في اليوم الرابع للحرب على وقع القصف الذي لم تهدأ وتيرته، وسوّى أحياء بأكملها في القطاع المحاصر، ورصدت مقاطع فيديو نزوح مزيد من السكان من أماكن سكناهم.
فقد أفادت مصادر فلسطينية بوقوع غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مواقع في قطاع غزة، فيما أعلنت إسرائيل قصف 200 هدف في خان يونس وحي الرمال في غزة.. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن القصف مستمر حتى صباح اليوم على وسط مدينة غزة. ورصدت مقاطع فيديو دمارا كبيرا في منطقة حي الرمال بالمدينة بعد ليلة شهدت قصفا هائلا.
ويبدو أن استراتيجية الجيش تركز على تدمير أحياء بأكملها في الحرب الحالية، ونشر فيديوهات تشير إلى ذلك. ونقلت صحيفة (هآرتس)، عن متحدث باسم الجيش قوله إن القصف حاليا يركز على إحداث الأضرار أكثر من الدقة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة دمرت 790 وحدة سكنية وألحقت أضرارا جسيمة بـ 5330 وحدة سكنية. وفر عشرات الآلاف من السكان من منازلهم بعد أن سوت الغارات الجوية الإسرائيلية بنايات كاملة بالأرض.
وارتفع عدد النازحين في قطاع غزة منذ بداية الحرب إلى أكثر من 187,500 شخص، وفقا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وأدت الأضرار التي لحقت بثلاثة مواقع للمياه والصرف الصحي إلى قطع الخدمات عن 400 ألف شخص.
قالت مصادر أمنية مصرية لقناة (القاهرة الإخبارية)، الثلاثاء، إن القضية الفلسطينية تشهد الآن منعطفا هو الأخطر في تاريخها، مع دخول الحرب بين إسرائيل وحركة حماس يومها الرابع.
وأضافت المصادر التي وصفتها القناة بـ(الرفيعة المستوى)، أن هناك “مخططا واضحا لخدمة أهداف الاحتلال الإسرائيلي القائمة على تصفية الأراضي الفلسطينية المحتلة من أصحاب الأرض وسكانها وإجبارهم على تركها بتخييرهم بين الموت تحت القصف أو النزوح عن أراضيهم.
وحذرت المصادر من تداعيات الأزمة الراهنة على ثوابت القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني.
وقالت إن هناك بعض الأطراف والقوى تخدم مخطط الاحتلال وتمهد له مبررات الأمر الواقع لتزكية أطروحات فاسدة تاريخيا وسياسيا سعى الاحتلال لطرحها على مدار الصراع العربي الإسرائيلي، بتوطين أهالي غزة في سيناء.
وأضافت أن القاهرة تصدت لمخطط إسرائيل وستتصدى له ورفضه الإجماع الشعبي الفلسطيني المتمسك بحقه وأرضه وأعلنته مقررات الجامعة العربية في سياقات مختلفة، واستقر هذا الأمر في الضمير العالمي بثوابت واضحة للقضية الفلسطينية التي يتم تصفيتها الآن.
تصريح إسرائيلي عن مصر
وكان متحدث عسكري إسرائيلي قال في وقت سابق: (ننصح الفلسطينيين الفارين من الضربات على غزة بالتوجه إلى مصر). وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ريتشارد هيشت، وفق ما نقلت عنه وكالة (رويترز): اقترح أن يحاول الفلسطينيون الخروج عبر معبر رفح.
لكنه لم يحدد أين سيذهبون أو كيف سيستخدمون المعبر الذي يتم إغلاقه بشكل دوري.. وفي وقت لاحق، أصدر مكتبه بيانا جاء فيه (توضيح: معبر رفح كان مفتوحا بالأمس، لكنه الآن مغلق).. ويبدو أن هذا التصريح أثار قلقا في مصر التي تخشى أن تدفع إسرائيل بسكان القطاع عنوة نحو سيناء.