شهد العالم موجات تغير متلاحقة متسارعة لم يسبق لها مثيل، قوامها تقدم معرفي وعلمي وتقني، وفي إطار ذلك يسعى العلماء إلى دراسة الذكاء البشري وكيفية محاكاته في شكل برامج وتطبيقات باستخدام الكمبيوتر؛ من أجل إنجاز الأعمال التي تتطلب قدرًا من الذكاء والخبرة؛ مما أدى إلى ظهور نُظم الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي فرع من علوم الحاسب الآلي مُتخصص في تصميم البرامج التي يُمكنها محاكاة القدرات العقلية والبشرية، وذلك من خلال استخدام السلوك البشري بإجراء تجارب علي سلوك ومواقف مفتعلة، ومراقبة رد الفعل وأنماط التفكير للتعامل مع المواقف كالتعلم، وحل المشكلات، والتخطيط، والاستدلال، واتخاذ القرار، والإدراك، والتواصل، وتساعد الأنماط الآلات الذكية علي إتمام مهام جديدة لم تتم برمجتها دون تدخل من العنصر البشري.
يُعدّ دمج الذكاء الاصطناعي بالكتابة العلميّة فرصةً مُهمة لعمل طفرة في مجال البحث العلمي؛ حيث أدخل الذكاء الاصطناعي تطبيقات هامةٍ إلى الأوساط الأكاديمية، فأحدث ثورةً في طريقة إجراء البحث، وتوليد المعرفة، وتقديم التعليم.
لذلك، أصبح من المهم على كل باحث أن يكون مُلمًّا بهذه التطبيقات حتّى يتمكّن من الاستفادة منها أيًّا كان مجال بحثه. ومن التطبيقات الرئيسة للذكاء الاصطناعي في البحث العلمي:
– تساهم بشكل كبير في إعداد البحث الأولي (خُطة البحث)، فيوفر للباحثين عدد كبير من المقالات والأبحاث التي تتعلق بمجال بحثهم.
– تساعد في تحليل البيانات الضخمة التي تحتوي عليها الأبحاث العلمية، فيمكن لنماذج التعلم العميق أن تستخرج المعلومات المخفية في البيانات.
– تساعد في تطوير النماذج التنبؤية التي تعتمد علي البيانات التاريخية، وهذا الأمر يساعد الباحثين على التنبؤ بنتائج الأبحاث.
– تساهم في توليد المحتوى الأكاديمي سواء كانت مقالات علمية أو أوراق بحثية، ومن ثم تساعد على إنتاج محتوي دقيق ذو دقة عالية.
– تعزز عملية الكتابة العلمية، كما يحتوي على عديد من أدوات لتصحيح الأخطاء الإملائية.
– تساعد في تحسين نتائج البحث، ورفع جودة المعلومات المتاحة على الإنترنت، كما تستخدم تقنيات الذكاء في ترتيب الصفحات.
– يوجد عديد الأدوات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي؛ لكي يساعد الذكاء الباحثين والكتاب في إعداد النصوص الأكاديمية، وتوفر تلك الأدوات عديد التوجيهات حول التنظيم العام للنص.
– تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في تحليل النصوص الأكاديمية، وفهم المفاهيم، والمعلومات التي تحتوي عليها الأبحاث العملية.
– تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث لتصنيف الأبحاث العلمية وفقاً للموضوع، ومجال البحث، كما تساهم في تحديد المقالات ذات الصلة وربطهم معاً للوصول إلي بحث شامل.
هناك عدد من أدوات الذكاء الاصطناعي المُتاحة لمساعدة الباحثين في عملهم.. وفيما يلي أفضل أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي:
1- Scite Assistant: هي أداة بحث مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُساعد الباحثين في العثور على المؤلفات العلميّة وقراءتها وفهمها. كما يُمكنها استخراج المعلومات الأساسيّة تلقائيًّا من الأوراق، مثل سؤال البحث والأساليب والنتائج والاستنتاجات. يمكن لـ Scite Assistant أيضًا مساعدة الباحثين في تحديد الأوراق البحثيّة ذات الصلة بمجالهم البحثي وتتبع تقدّمهم.
2- Consensus: هي عبارة عن مُحرِّك بحث يعمل بالذكاء الاصطناعي، يُساعد الباحثين في العثور على الأوراق البحثيّة ذات الصلة. تستخدم أداة Consensus التعلّم الآلي لتحديد الأوراق الَّتي من المحتمل أن تكون ذات صلة بسؤال بحثي مُعيّن، حتى لو لم تستخدم نفس الكلمات الرئيسية، كما تُوفر أيضًا مُلخّصات لكل ورقة بحثيّة، مما يجعل من السهل تقييم مدى أهميتها.
3- Elicit: هي إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي المهمة جدًّا لإلهام الباحثين بالأفكار، وبالتالي مُساعدتهم على البحث والكتابة. يُمكن لهذه الأداة توليد الأفكار والعثور على المعلومات ذات الصّلة والمساعدة في بناء البراهين العلميّة، كما يُمكنها أيضًا إنشاء العروض التقديميّة والمُلصقات.
4- ChatGPT: اشتهرت ChatGPT أداة كروبوت محادثة يبحث على الإنترنت ليجيب على الأسئلة. لكن الجزء الأهم هو أنّ هذه الأداة قادرة على فحص الأوراق البحثيّة في ثوانٍ معدودة وتقديم مُلخّص عن المحتوى البحثي لهذه الأوراق والإجابة على أي سؤال في محتوى هذه الورقة. يُمكن استخدامها كذلك لمُقارنة الأوراق البحثيّة وتحليل كلٍّ منها لمعرفة مدى عمق وتعقيد كل ورقة في مناقشة الموضوع البحثي.
5- ChatPDF: هي أداة ذكاء اصطناعي يُمكنها مُساعدة الباحثين على فهم الملفات بصيغة PDF. يُمكن لهذه الأداة استخراج النَّص تلقائيًّا من ملفات PDF وترجمتها والإجابة على الأسئلة المتعلقة بالمحتوى.. لذلك، تُعدّ أداةً مثاليّة لتوفير الوقت وتحسين دقة البحث.
6- Scispace أو Typeset.io: هي عبارة عن منصّة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تساعد الباحثين على على تحليل الأوراق البحثيّة وفهمها بشكلٍ أفضل. كل ما عليك فعله هو رفع الورقة البحثيّة، ثم طرح أي أسئلة تتعلّق بمحتوى الورقة وستقوم الأداة بفحص الورقة والإجابة على أسئلتك في ثوانٍ.
