وهو الّذي كان يظنّ أنه ميّتٌ لا قلب له …
أيّتها الجليلة …
كتبتُ لأنّني ما استطعتُ الاتّصال …
أخشى أن تخونني الكلمات وتخنقني العبرات …
حان الرّحيل …تصحبني الذّكريات الجميلة …
ما لون عينيك الّلّتين كلّما نظرت فيهما امتزجت كلّ الألوان … وأصابني التّشتّت وغمرني ألف شعور وشعووور …
شكرا لأنّك كنت نفحة الرّبيع الّتي عطّرت أيامي الخريفيّة الحزينة ولياليه الباردة الحالكة …
جمرٌ هو العشقُ في الشّريانِ يتّقدُ
ويكتوي بلهيبِ الرّغبةِ الجسدُ …
يارقّةَ امرأةٍ أهدتكَ جنّتَها
ونلتَ فيها الّذي ما نالَهُ أحدُ …
أنثى تُعطِّرُها أزهى حدائقِها.
وبالبنفسجِ هذا الحِبُّ ينفردُ…
أُنثى تُصلّي لأهلِ العشقِ أحرُفُها
والعاشقونَ بمحرابِ الهوى سجدُوا …
أُنثى يقدّسُ سِرَّ الشّوقِ خافقُها
ويُهرقُ الشّوقُ في الخفّاق والمددُ …
أنثاكَ يا رجلاً ترعى أنوثتَها …
حتّى ارتوى القلبُ حُبًّـا واحتفى الخلدُ
كلُّ الحياة وكلُّ الكونِ أنتَ لها ….
وكلُّ نبضٍ لها من نبضِكَ البلدُ
لأنّ حبّكَ يسري في عروقِ دمي
يحتلّ كلّي وفي الأعماق يحتشدُ
لأنتَ وحدكَ من تجتازُ أوردتي
دماؤهُ … بدمي في اللُّبِِّ تتّحدُ
هذا الشّعورُ كما البركان مستعرٌ
وألفُ خفْقٍ لطُهرِ الصّبرِ يفتفدُ
هو الشّعورُ كما البركان مستعرٌ
منْ منبع الحرفِ والآهاتِ يبتردُ
اُذكرْ مشاعرَ أنثى شمسُها سطعتْ
في بردِ ليلِكَ مذ مُدّتْ إليكَ يدُ
اُذكرْ أنوثتَها حين الرّبيعُ غزَا
خريفَ عمرِكَ والأحلامُ تنعقدُ
للحُبِّ أصدقُ ما باحتْ به لُغتي
أسقيهِ من كوثرِ المعنى بما يَرِدُ
ما الحُبُّ إن لم أحقّق ما يُسَرُّ به
مُتيّمي حين أوفيه بما أعدُ …
••••••••••
سميرة الزغدودي
فتاة القيروان- تونس