كتبت- زينب محمد فايد:
شهد المتحف المصري بالتحرير فعالية افتتاح العرض الجديد للوحات الخشبية لمصطبة حسي- رع، والتي تعد واحدة من أهم المجموعات الخشبية في مصر القديمة، وذلك بعد الانتهاء من أعمال دراستها وترميمها بالتعاون مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة.
يقدم العرض الجديد للوحات عملية محاكاة سياقية كاملة لشكلها داخل المصطبة وفقاً للنشر العلمي لها، حيث تم بناء ممر طبق الأصل من الممر الغربي لمصطبة حسي – رع بسقارة، وعمل كوات تحتوي كل واحدة على اللوحات الخشبية الحقيقية، كما تم عمل محاكاة للجدار الشرقي للمصطبة وتزيينه بنقوش شبيهة لما كانت عليه المصطبة الأصلية.
وخلال مراسم الافتتاح، ثمن السفير الفرنسي في كلمته على التعاون المثمر والبناء بين الجانبين المصري والفرنسي، واصفا ًهذا المشروع بالاستثنائي، كما وجه الشكر لفريق العمل من الأثريين والمرممين المصريين الفرنسيين لما بذلوه من جهد الكبير للانتهاء من هذا المشروع على أكمل وجه، مؤكداً حرص السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية على استمرار التعاون وتحقيق المزيد من النجاحات المشتركة.
واستعرض دكتور على عبد الحليم مدير المتحف المصري بالتحرير أهمية لوحات حسي- رع الخشبية، كما أعطي نبذة تاريخية عن حسي- رع وتاريخ اكتشاف المصطبة الخاصة به في سقارة، لافتا إلى أن هذا المشروع يعد حلقة في سلسلة من مشروعات عديدة لتطوير العرض المتحفي للمتحف المصري بالتحرير، بما يساعد على رسم مستقبل المتحف.
الجدير بالذكر أن مشروع “اللوحات الخشبية لمصطبة حسي- رع:اعطى آفاق جديدة للدراسة والترميم وإعادة العرض بالمتحف المصري بالقاهرة” عام 2021، بالتعاون بين المتحف المصري بالتحرير والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة.
وضم فريق عمل المشروع 25 خبيراً من مختلف التخصصات في مجال الترميم، وإدارة المجموعات المتحفية، والمعارض والتصنيف النوعي للأخشاب وكيمياء الأخشاب القديمة، والتصوير العلمي والتوثيق والهندسة المعمارية، وتقنيات العرض المتحفي والإضاءة، الأمر الذي ساهم في خروج هذا المشروع بالشكل الأمثل بما يتناسب وأهمية هذه اللوحات.
وقد بدأ المشروع عمل بدراسة أركيومترية شاملة للوحات، والتي أظهرت أن اللوحات مصنوعة من خشب السنط النيلي على عكس ما كان سائدا فيما مضى بأنها مصنوعة من خشب الأرز اللبناني، كما ساعدت التحليلات العنصرية للأصباغ الحمراء على اللوحات، إلى جانب الدراسات الميكانيكية والميكروبيولوجية على فهم احتياجات الترميم.
اكتشاف مقبرة حسي – رع واللوحات الخشبية داخلها:
تم الكشف عن مقبرة حسي – رع بداخلها اللوحات الخشبية، بواسطة العالمان “جاك دي مورجان” و”أوجيست مارييت” في عام 1861 في جبانة سقارة الشمالية، وفي عام 1868 تم نقل هذه اللوحات إلى متحف بولاق حيث تم عرضها هناك ثم نقلها إلى قصر إسماعيل باشا في الجيزة ، وفي عام 1902، تم عرض اللوحات برواق رقم 46 بالدور الأرضي بالمتحف المصري بالتحرير.
وبين عامي 1911-1912 قام العالم جيمس إدوارد كويبل بإعادة حفر مصطبة حسي – رع حيث استطاع العثور على لوحة أخري، والتي لم يتم عرضها من قبل، حتى تم عرضها اليوم بجانب اللوحات المكتشفة من قبل كاملة لأول مرة.
تعد لوحات حسي – رع نسخة فريدة من نوعها وتمثل قيمة أثرية ليس فقط لعلماء الآثار المصرية وإنما لأطباء الأسنان، حيث حمل صاحبها حسي رع (الأسرة الثالثة) ألقابا عديدة من بينها أنه كبير أطباء الأسنان كما تعكس مدى أهمية شخصية حسي- رع البارزة.
يظهر حسي – رع على كل لوحة من لوحاته بهيئته المتميزة في وضع بين الوقوف والجلوس على كرسي أنيق أمام مائدة القرابين ذات الأرغفة، وهي أقدم نموذج لقوائم القرابين، وفي كل الأحوال كان يمسك في يده العصا والصولجان الدالين على أنه موظف أو أدوات الكتابة التي يحملها أحيانا على كتفه وهي هنا تتألف من لوحة الكتابة بفجوتيها المخصصتين للونين الأسود والأحمر ووعاء يحتوي على الأصباغ المستخدمة في الكتابة فضلا عن الأقلام أو الفرش التي كانت تصنع من البوص.