التعليم القائم علي البيانات
(DATA- DRIVEN LEARNING)
يُعد عِلم البيانات مهمًا لأنه يجمع بين الأدوات والأساليب والتكنولوجيا للوصول إلى معلومات ذات مغزى من خلال إدارة هذه البيانات، وتكوين قاعدة بيانات.
ويتمثل الهدف من إدارة وتكوين قواعد البيانات المتمثلة في برنامج معالجة الكلمات أو جدول البيانات، في مساعدة الأفراد والمؤسسات والأشياء المتصلة على تحسين استخدام البيانات في نطاق السياسة والتنظيم؛ بحيث يمكنهم اتخاذ القرارات والإجراءات التي تزيد من الفائدة للمؤسّسة إلى أقصى حد.
بدايةً وقبل عرض المفهوم وجب التفرقة بين البيانات والمعلومات.
تُعرف البيانات (Data) بأنها عبارة عن حقائق أولية عشوائية مجردة غير منظمة، وغير مكررة وغير مجدية (مادة خام)، ولكي تتحول لمعلومات ذات قيمة (Information) يمكن الاستفادة منها؛ فإن هذه البيانات تخضع لعملية معالجة من خلال مجموعة من الأدوات والمواد والوسائل تجعلها منظمة، وذات معنى حقيقي، وتُعرف على أنها بيانات منظمة ومعالجة وتقدم في سياق معين وهي مجدية للبشر.
• ما هو التعليم القائم على البيانات؟
أصبحت البيانات التعليمية أداة قوية لتحسين العملية التعليمية. وتعتمد استراتيجيات التعليم القائم على البيانات على جمع وتحليل المعلومات. وهدفها اتخاذ قرارات مستنيرة وفعالة في مجال التعليم.
التعليم القائم علي البيانات هو أسلوب لجمع معلومات عن الطلاب، وذلك من خلال تجميع البيانات الخاصة بهم من خلال نتائج الاختبارات، وتقارير الأداء، وسجلات الحضور.
في التعليم القائم على البيانات، يحلل المعلمون بيانات الطلاب باستمرار.. وهذه المعلومات تكشف عن تقدم الطلاب وقدراتهم.. وتساعد المعلمين في تخطيط الدروس وتكييف طرق التدريس.
كما أن هذه المعلومات توجه القرارات التعليمية بفعالية وتحسن أداء المعلمين، وتستخدم في توجيه عملية التدريس وتحسينها، بالإضافة إلي أنها تساعد في تطوير مهارات الطلاب وتعلمهم.
أهمية البيانات في التعليم:
تؤدي البيانات التعليمية دورًا حيويًا في تحسين جودة التعليم من حيث:
– تحسين المناهج وطرق التدريس، فهي توفر معلومات دقيقة عن احتياجات الطلاب وأنماط تعلمهم، كما تمكن المعلمين من تصميم محتوى تعليمي أكثر فعالية، وإعداد أنشطة صفية تناسب احتياجات الطلاب بشكل أفضل، كما توفر معلومات قيمة عن تقدم الطلاب ومجالات التحسين المطلوبة.
– تطوير القرارات التعليمية، حيث تُستخدم البيانات في صنع القرارات التعليمية في اتخاذ قرارات موضوعية ومستنيره، فالبيانات التفصيلية عن أداء الطلاب تساعد في تحديد المشكلات التعليمية. كما أن هذه المعلومات تُمكن المسؤولين من وضع خطط تعليمية فعالة، وتساعدهم على تطوير سياسات تتماشى مع الاحتياجات الحقيقية للطلاب.
يمكن للمدارس جمع البيانات التعليمية المهمة بعدة طرق منها:
سجلات الحضور، ومنها تتمكن المدرسة من معرفة معدلات الحضور والغياب للطلاب، ومن خلال هذه المعلومة يمكن تحديد مشكلات الانضباط والمشاركة.
درجات الطلاب، ومنها رصد الأداء الطلاب الأكاديمي، ومنها يمكن رصد تقدم الطلاب في مجالات الدراسة المختلفة
سهلة.. تشمل هذه الطرق سجلات الحضور ودرجات الطلاب. توفر هذه البيانات معلومات قيمة عن أداء الطلاب وتقدمهم.
التحديات في تطبيق التعليم القائم على البيانات:
هناك عديد من التحديات التي تعيق تطبيق هذا النهج ، ومن أبرز هذه التحديات:
نقص المهارات والموارد اللازمة لتحليل البيانات.
عدم إدراك قيمة البيانات المجمعة يشكل عائقًا كبيرًا؛ حيث قد لا يدرك القائمون على التعليم أهمية البيانات المجمعة، ولا يعرفون مدى تأثيرها في تحسين الأداء.
عدم وعي المعلمين باستخدام البيانات المجمعة عن الطلاب، وكيفية معالجاتها وإخراجها في شكل معلومات تساعدهم في اتخاذ القرارات التعليمية، غالبًا ما تُعتبر هذه البيانات مجرد أرقام خام، ولا يتم استغلالها بالشكل الصحيح لتوجيه القرارات التعليمية.
يحتاج المعلمون لأدوات لفهم البيانات واستخدامها بكفاءة.
كثير من المعلمين والإداريين يفتقرون للمهارات التحليلية، كما تنقصهم الأدوات اللازمة لاستخدام البيانات بفعالية لتحسين التعلم.
لتحقيق النجاح في تطبيق التعليم القائم على البيانات، يلزم التعاون بين المعلمين والإداريين لجمع البيانات وتحليلها بشكل فعال، مما يساعد في اتخاذ قرارات مدروسة لتحسين جودة التعليم، وتعزيز نتائج الطلاب على المدى الطويل.
••••••••
المراجع:
https://blog.ajsrp.com