إعداد: آية الهنداوي
• بدأت كليات علوم ذوي الإعاقة والتأهيل تنشأ حديثاً في بعض الجامعات العربية بهدف إعداد متخصصين في مجالات التأهيل والتعليم والرعاية للأشخاص ذوي الإعاقة. وتأسست أول كلية لعلوم الإعاقة في مصر في جامعة الزقازيق في العام 2015، وتعتبر أول كلية من نوعها في مصر والعالم العربي، حيث تعمل هذه الكليات على تقديم برامج دراسية متخصصة في تأهيل الأفراد ذوي الإعاقة وتقديم الدعم اللازم لهم ولأسرهم، وتدريب الكوادر على أساليب الرعاية والتأهيل الحديثة.
• تعتبر كلية علوم ذوي الإعاقة والتأهيل من الكليات التي تساهم بشكل أساسي في تدريب المتخصصين الذين يعملون مع الأشخاص ذوي الإعاقة، وتتيح هذه الكلية للطلاب دراسة مجموعة متنوعة من التخصصات التي تشمل التربية الخاصة، العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، وعلم النفس، وفنون الإعاقة. بالإضافة إلى ذلك توفر هذه الكلية التدريب العملي والمهارات اللازمة للعمل مع ذوي الإعاقة في مجالات متعددة مثل التدريس، الرعاية الصحية، والأنشطة الرياضية.
• من إحدي الشخصيات البارزة في هذا المجال الدكتور «إيهاب الببلاوي» أستاذ التربية الخاصة بكلية علوم الإعاقة والتأهيل بجامعة الزقازيق، حيث تركز اهتماماته البحثية والعلمية على عدة مجالات ضمن علوم الإعاقة، ويشمل ذلك:
1. تشخيص وتأهيل ذوي الإعاقات: دراسة أفضل السبل لتشخيص وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، بما يشمل التأهيل الجسدي والعقلي.
2. التكنولوجيا المساندة: استخدام التكنولوجيا لدعم ذوي الإحتياجات الخاصة وتطوير أدوات ومساعدات تجعل الحياة اليومية أكثر سهولة للأفراد ذوي الإعاقات.
3. التعليم الشامل: تطوير إستراتيجيات دمج الأطفال ذوي الإعاقة في الفصول الدراسية العامة، وضمان حصولهم على الدعم المناسب لتطوير قدراتهم.
4. التدخل المبكر: تطوير البرامج التي تساعد على تقديم الرعاية المبكرة للأطفال ذوي الإعاقات، من أجل تحسين النتائج على المدى الطويل.
5. الدراسات النفسية والسلوكية: فهم تأثير الإعاقة على الجانب النفسي والإجتماعي للأفراد، وتطوير إستراتيجيات لدعم صحتهم النفسية.
وهنا سوف أعرض بعض التفاصيل الهامة عن مفهوم التأهيل والإعاقة ومايدور حولها.
1. مفهوم التأهيل وأهمية البرامج الدراسية في الكلية:
تسعى كلية علوم ذوي الإعاقة والتأهيل إلى تقديم برامج أكاديمية تهدف إلى تمكين الأفراد ذوي الإعاقة من العيش حياة مستقلة ومتكاملة في المجتمع. يتضمن هذا التأهيل مجالات متنوعة مثل التأهيل النفسي، البدني، والوظيفي، إضافة إلى تحسين مهارات التواصل لدى الأشخاص ذوي الإعاقة. وتعمل الكلية على توفير بيئة تعليمية تساعد الطلاب على اكتساب الخبرات العملية، مما يعزز من قدرتهم على تقديم الرعاية المناسبة.
2. أهمية البحث العلمي في كلية علوم ذوي الإعاقة والتأهيل:
تسهم كلية علوم ذوي الإعاقة والتأهيل في إجراء البحوث العلمية التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال هذه الأبحاث، يتم تطوير أساليب وطرق جديدة في التعليم، العلاج، والإرشاد النفسي لذوي الإعاقة. كما تسعى الكلية إلى نشر الوعي الإجتماعي حول القضايا المتعلقة بذوي الإعاقة وكيفية دمجهم في المجتمع بشكل أفضل.
3. التخصصات الأكاديمية في كلية علوم ذوي الإعاقة والتأهيل:
تتعدد التخصصات التي تقدمها كلية علوم ذوي الإعاقة والتأهيل، وتُعتبر هذه التخصصات محورية في إعداد كوادر قادرة على تلبية احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة. من أبرز هذه التخصصات:
• التربية الخاصة: التي تركز على تطوير إستراتيجيات التعليم المخصصة لذوي الإعاقة.
• العلاج الطبيعي: الذي يهدف إلى تحسين الحركة والقدرة على الإستقلال.
• العلاج الوظيفي: الذي يساعد في تطوير المهارات الحياتية اليومية.
• علم النفس الإكلينيكي: الذي يختص بالتعامل مع القضايا النفسية والإجتماعية.
4. التحديات التي تواجه الطلاب في كلية علوم ذوي الإعاقة والتأهيل:
بالرغم من أهمية كلية علوم ذوي الإعاقة والتأهيل، إلا أن هناك تحديات تواجه الطلاب في هذه الكليات. من أبرز هذه التحديات قلة الوعي الإجتماعي بقضايا الإعاقة، ووجود بعض المفاهيم المغلوطة التي قد تعيق تطور المسار الأكاديمي للطلاب. علاوة على ذلك، يعاني العديد من الطلاب من نقص في الخبرات العملية التي يمكن أن تساهم في تحسين مهاراتهم.
5. مستقبل كلية علوم ذوي الإعاقة والتأهيل في مصر:
من المتوقع أن تشهد كلية علوم ذوي الإعاقة والتأهيل في مصر تطوراً كبيراً في السنوات القادمة، حيث يسعى المجتمع الأكاديمي لتوسيع مجالات البحث والتدريب، وتوفير بيئات تعليمية متطورة لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة. مع التطور التكنولوجي الذي نشهده، سيكون لهذه الكليات دور أكبر في تبني وسائل تعليمية مبتكرة وملائمة.
6. التعاون بين كلية علوم ذوي الإعاقة والتأهيل والمؤسسات المختلفة:
تسعى كليات علوم ذوي الإعاقة إلى التعاون مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية التي تهتم بمجالات الإعاقة. هذا التعاون يوفر فرصًا تدريبية ميدانية للطلاب، بالإضافة إلى تنفيذ برامج توعية وورش عمل تهدف إلى تحسين بيئة العمل للأشخاص ذوي الإعاقة.
وختاماً ، أري أن كلية علوم ذوي الإعاقة والتأهيل تعد من الكليات الهامة التي تساهم في بناء كوادر متخصصة قادرة على تقديم الدعم للأشخاص ذوي الإعاقة، كما أن التطور المستمر في مجالات التعليم والعلاج والتأهيل يشكل أساسًا لتحسين نوعية الحياة لهذه الفئة من المجتمع، ويعزز من قدرة الطلاب على تلبية احتياجاتهم بشكل فعال.
ـ للمزيد من المعلومات يمكن الرجوع إلى :-
* كتاب ” توعية المجتمع بالإعاقة” للمؤلف:
د. إيهاب عبد العزيز الببلاوي.
* “الإعاقة والتأهيل: الأسس النظرية والتطبيقية” للمؤلف: د. محمود السيد الدبك.
• الدمج التعليمي والإجتماعي لذوي الإحتياجات الخاصة” للمؤلف : د. خليل مصطفى القريوتي .
•”مدخل إلى التربية الخاصة” للمؤلف: د. فاروق الروسان .
———————-
آية الهنداوي- مدرس مساعد-
كلية الآداب- جامعة المنصورة