أدب وثقافة
«الجوهري» يطرح نظرية بديلة للدبلوماسية الثقافية العربية
كتاب من 6 فصول تشمل 321 صفحة من القطع المتوسط
في تتويج لجهود عقد كامل من الزمن للعمل المباشر في مجال الدبلوماسية الثقافية، ووفق مقاربة ونظرية جديدة، قدم الدكتور حاتم الجوهري كتابه الجديد عن أروقة للدراسات والترجمة والنشر بالقاهرة، بعنوان: «الدبلوماسية الثقافية البديلة: إعادة تأسيس الثقافة العربية»، في ستة فصول تشمل 321 صفحة من القطع المتوسط.
والمعروف أن حاتم الجوهري عمل أستاذا منتدبا للدراسات الثقافية بالجامعات المصرية، ومشرفا على المركز العلمي للترجمة بوزارة الثقافة المصرية وتفعيله، ومديرا للمركز الدولي للكتاب (سابقا) بهيئة الكتاب، والحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية، وجائزة ساويرس في النقد الأدبي، ووصل إلى القائمة القصيرة لجائزرة المركز القومي للترجمة.
كما تخبرنا سيرته الذاتية بوجود تجربة طويلة من العمل في الشأن الثقافي منذ أنا كان شاعرا بالمرحلة الجامعية وأمينا لجماعة الفكر والأدب بالجامعة، بما يجعل تجربته في الدبلوماسية الثقافية -والعمل الثقافي عموما- داخل وزارة الثقافة المصرية ذات جذور طويلة ممتدة تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، وليس فقط إلى العقد الماضي (2015:2024م) والذي تضمته فترة الكتاب ونطاقه الزمني.
يطرح الكتاب مفهوما ومقاربة أو نظرية جديدة لتوظيف مجال “الدبلوماسية الثقافية”، المفهوم الجديد هو مفهوم “الدبلوماسية الثقافية البديلة” بإضافة مفردة “البديلة” للمفهوم الأصلي، والمقاربة أو النظرية الجديدة هي تفعيل مجال “الدبلوماسية الثقافية” ونطاق عمله خارج دول المركز الأوربي/ الغربي، ليقوم على فكرة أو نظرية جديدة وهي «تبادل المزيج الثقافي»، المتنوع والمتعدد لدول العالم والدول العربية، ومنح هذا «المزيج الثقافي» المتنوع القيمة والمكانة والرتبة نفسها التي يمنحها المركز الغربي/ الأوربي لنفسه وقيمه الثقافية، وتجاوز مركزية “الدبلوماسية الثقافية” الغربية واعتبارها معيارا قياسيا أحاديا لتطبيقات الدبلوماسية الثقافية في العالم وما سواه هوامش وتوابعا، وباعتبار هذه المقاربة أو النظرية فكرة رئيسة جديدة لإعادة تأسيس الثقافة العربية ونظرتها لنفسها، وتجاوز التصورات التي تسعى للتماثل والمشابهة والمطابقة مع التصورات الثقافية والفلسفية والأيديولوجية للنموذج الأوربي التاريخي شرقه وغربه.
جاء الكتاب متضمنا ستة فصول، الفصل الأول بعنوان: ملامح الدبلوماسية الثقافية البديلة، والفصل الثاني بعنوان: مبادرات وتطبيقات في الدبلوماسية الثقافية البديلة، والفصل الثالث بعنوان: التراث الثقافي ودوره في الدبلوماسية الثقافية البديلة، والفصل الرابع بعنوان: دبلوماسية المشترك الثقافي العربي أنموذجا بديلا، والفصل الخامس: في إعادة تأسيس الثقافة العربية وآفاقها البديلة، والفصل السادس: بدائل الثقافة العربية بين الذات والآخر والأدب والسياسية.. مشتملا كل فصل على مجموعة المقالات، والمقابلات الصحفية؛ والمبادرات التطبيقية ونصوصها ذات الصلة، ليطرح حزمة من الأفكار والخبرات والتجارب والمشاريع التي تشكل نسقا معرفيا يطرح حجته ومنطقه الخاص في الدبلوماسية الثقافية البديلة، أو ليشكل حزمة متناغمة من التصورات التي تدعم بعضها بعضا.
ينطلق الكتاب في فصله الأول من المقالة التي كتبها المؤلف وأسست لأطروحة الكتاب حول الدبلوماسية الثقافية البديلة منذ سبع سنوات تقريبا بداية عام 2018م، بعنوان: «نحو ثقافة عالمية جديدة: دبلوماسية تبادل المزيج الثقافي»، حاملا خبرات المؤلف وممارساته النظرية والتطبيقية على مدى عقد من الزمن (2015-2024)، والتي شملت ممارسته للدبلوماسية الثقافية العربية من خلال مشروع «المشترك الثقافي العربي»، والمجال العلمي الجديد الذي صاحبه عن «الدراسات الثقافية العربية المقارنة» في الفترة (2021-2024م)، وكذلك تطبيقات عدة عمل عليها المؤلف إقليميا ودوليا (شملت المساهمة في أنشطة وفعاليات كل من: اليونسكو- الألكسو- الإيسيسكو- اللجنة المصرية الوطنية للتربية والعلوم والثقافة- الأكاديمية المركزية الصينية للسياسات الثقافية- المعهد العالمي للتجديد العربي- الملحقيات الثقافية لسفارات تونس واليمن والعراق بمصر- ….).
وتتمثل التطبيقات التي عرض لها الكتاب الكثير من النماذج المباشرة التي عمل المؤلف عليها بوصفها «دراسة حالة» في الفصل الثاني تحديدا (مثل: مبادرة طريق رأس رجاء الصالح، ومبادرة تبادل المزيج الثقافي بطريق الحرير الجديد، والوثيقة الثقافية الشعبية المفتوحة بين مصر والسودان، والمركز العلمي للترجمة ودبلوماسية تغيير الصورة النمطية العربية، ومشروع القائمة العربية المشتركة للتراث الثقافي غير المادي، ….).
إضافة إلى عمل المؤلف منذ عام 2015م على مشروع تطوير «المركز العلمي للترجمة» بوزارة الثقافة المصرية، ليتخصص في مجال الترجمة للآخر عن اللغة العربية وفق مفهوم جديد للدبلوماسية الثقافية العلمية من خلال الترجمة عن العربية للآخر وتغيير الصورة النمطية العربية، معتمدا على الوعي الدبلوماسي وخصوصية الخطاب المستخدم الموجه لكل جماعة إنسانية ومحددات تلقيه.