عبدالله الراجحي
ألقى معرض جدة للكتاب 2024 الضوء على ظاهرة الأسماء المستعارة في الأدب السعودي من خلال ندوة بعنوان «ثقافة الأسماء المستعارة»، استضافت الدكتور محمد المشوح والمتحدث عبد الله الغبين، وأدارها محمد العتيق، وناقش المشاركون الأبعاد الثقافية والاجتماعية والنفسية لهذه الظاهرة التي لطالما أثارت الفضول والاهتمام في الأوساط الأدبية.
وقد استهل الدكتور محمد المشوح حديثه بتوضيح الفارق بين اللقب والاسم المستعار، حيث أشار إلى أن اللقب يُطلقه الآخرون على الشخص، بينما الاسم المستعار يختاره الشخص بنفسه، موضحًا أن “المستعار” يعني الإعارة، ويعكس رغبة الفرد في التعبير دون الكشف عن هويته، وأضاف: “الشعراء كانوا أول مَن لجأ للأسماء المستعارة، إذ أرادوا التعبير عن مشاعرهم بحرية بعيدًا عن قيود هوياتهم الشخصية”.
وتطرّق المشوح إلى انتشار الأسماء المستعارة في مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، معتبرًا ذلك ظاهرة نفسية لم تُدرس بجدية كافية حتى الآن. كما أشار إلى أن بعض الشخصيات الاعتبارية، لجأوا إلى الأسماء المستعارة لمناقشة قضايا اجتماعية حساسة بأمان.
من جانبه، أكد الشاعر عبد الله الغبين أن استخدام الأسماء المستعارة ليس حكرًا على الثقافة العربية، بل هو ظاهرة أزلية موجودة عالميًّا، وأشار إلى شخصيات أدبية سعودية بارزة كتبت تحت أسماء مستعارة، مثل سميرة خاشقجي، التي نشرت أول رواية سعودية باسم “سميرة بنت الجزيرة”، والشاعرة هدى العريني التي استخدمت اسم “غيداء المنفى”، وأضاف: “المثير للاهتمام أن الأسماء المستعارة أحيانًا تعكس طباعًا مغايرة تمامًا لشخصيات أصحابها”.
كما لفت “الغبين” إلى ظاهرة استخدام أكثر من اسم مستعار، مشيرًا إلى أن ذلك قد يكون نابعًا من دوافع نفسية أو نوعًا من النرجسية، بينما يختار البعض الجمع بين الكتابة باسمهم الحقيقي والمستعار.
ويُعد معرض جدة للكتاب المحطة الثالثة ضمن سلسلة معارض الكتاب التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة لعام 2024، بعد نجاح معرضَيْ الرياض والمدينة المنورة. ويُقام المعرض هذا العام في الفترة من 12 إلى 21 ديسمبر، مفتوحًا للزوار يوميًّا من الساعة 11 صباحًا وحتى 12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة الذي يبدأ فيه استقبال الزوار من الساعة 2 ظهرًا.
ومن خلال هذه الفعاليات، يؤكد معرض جدة للكتاب دوره في إبراز قضايا أدبية وثقافية تعكس عمق المشهد الثقافي السعودي وتحاكي تطلعات رؤية المملكة 2030.