أخبار

وكيل الأزهر: الأمة تتعرض لمحاولات عدة تسعى لطمس هويتها واغتصاب أراضيها ومقدراتها

كتبت: زينب محمد فايد

 

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر إنه في الوقت الذي تتعرض فيه الأمة لمحاولات عدة تسعى لطمس هويتها، واغتصاب أراضيها ومقدراتها، واستنزاف طاقاتها، وتزييف وعيها، خاصة فيما يتعلق بما يحدث في أرض فلسطين الأبية، فإن الأزهر الشريف يؤكد دعمه لجهود الدولة المصرية في وقف العدوان الصهيوني ورفض مخططات التهجير التي تستهدف طمس القضية الفلسطينية ومحوها للأبد من خلال بإجبار الفلسطينيين على ترك وطنهم، والتخلي عن أرضهم التي عاشوا فيها آلاف السنين.

كما أكد الدكتور الضويني، خلال كلمته بمؤتمر كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة، على ثقة الأزهر الشريف في حكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعزمه وإخلاصه في الحفاظ على الوطن والنهوض به وسط عالم متلاطم الأمواج، مضطرب الغايات والأهداف، مشددا على أن الواجب العملي على المؤسسات والمنظمات الدولية، يتمثل في أن تعمل على دعم جهود القيادة المصرية على المستويات السياسية والقانونية والاقتصادية بآليات حقيقية بعيدا عن الشعارات التي لا تتجاوز الألسنة، كما أن الواجب على المسلمين ألا يتخلوا عن قضيتهم، وألا يخدعوا في وعيهم، وأن يحسوا بالواقع الأليم الذي يعانيه أهل غزة، هذا الواقع المرير الذي أحدثه الإرهاب الصهيوني الغاشم الذي يقتل ويدمر ويهدم ويخرب، وما زال يتمادى في اعتداءات دموية وحشية لا نعدو الحقيقة لو قلنا: إن التاريخ لم يعرف لها مثيلا من قبل.

ووجه وكيل الأزهر من دعوة لعقلاء المفـكرين في الغرب والشرق بضرورة إعادة الوعي برسالات السماء، وإخضاع الخطاب الحداثي المنحرف لقراءة نقدية عميقة تنتشل العقل الإنساني مما أصابه من فقر الفلسفة التجريبية، وجموح العقل المادي، قائلا “إذا كانت الحداثة تتنكر للتراث فإن الواجب المقابل هو (إحياء التراث)، ودراسته وتدريسه في المعاهد والجامعات المختصة، وانتقاء ما يساعدنا على نهضة حديثة تجمع بين قيم التراث والتطور الفكري، وهو ما يقوم به الأزهر الشريف عبر قطاعاته المختلفة.

وأوضح وكيل الأزهر ،أن الذكاء الاصطناعي مجال لا يمكن تجاوزه، ولا التغافل عن عطاءاته، شأنه شأن كل منجز حضاري، لا يملك الإنسان رفاهية الاختيار في رفضه أو قبوله؛ وإنما عليه أن يتلقاه بالإيجابية، وحسن الاستثمار، والتفاعل المثمر، وإن لم نخطط للتعامل معه بمعايير تضمن الإفادة من فرصه، وتجنب مخاطره المحتملة، فلن نضمن نتائجه، مضيفا أننا لا نستطيع إنكار ما يحمله الذكاء الاصطناعي من فرص تنعكس على الدراسات الإسلامية والعربية: تعليما وبحثا، بما يوجب على المشتغلين بهذا الميدان ألا يغفلوا عن مواكبة التطورات التكنولوجية المعاصرة وفي مقدمتها توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة في توفير أبحاث ومنتجات تخدم المجتمع في مجال العلوم الإسلامية والعربية، وبما يوجب أيضا على الكليات الشرعية والعربية المعنية بالدراسات الإسلامية والعربية تحسين أدائها، وتغيير أهدافها وآلياتها ومناهجها وبيئاتها التعليمية؛ للاستفادة من التقدم المستمر والمتسارع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ حتى تضمن هذه الكليات لنفسها البقاء والمنافسة، مكررا دعوته لوضع ميثاق أخلاقي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي يشمل: مجموعة المبادئ والقيم والاعتبارات الأخلاقية، التي توجه وترشد وتسهم في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي واستخدامه في الدراسات الإسلامية والعربية بطريقة مسؤولة وأخلاقية، تحمي حقوق الإنسان، وتعمل على تعظيم الفوائد وتقليل الأضرار منه”.

وفي ختام كلمته، دعا وكيل الأزهر القائمين على هذا المؤتمر إلى وضع خطة واقعية طموحة ذات أهداف إجرائية، من أجل تحقيق أهداف المؤتمر بالدراسة العميقة للتحديات المعاصرة التي تواجه الدراسات الإسلامية والعربية، كما دعا إلى تضافر جهود جميع المؤسسات العلمية لتحقيق ذلك؛ ضمانا للوصول إلى ما نصبوا إليه، وتوجيها للطاقات والإمكانات والموارد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى