منتدى مدينتي الثقافي يحتفل برمضان مع المصريين في سالف الزمان

كتبت- أمنة عبد الحليم

قبل أن يستطلع المسلمون هلال شهر رمضان فى مصر وتبدأ الاحتفالات والتجهيزات والاستعدادات، نجد الشوارع والأبنية بمختلف أنواعها وأحجامها وقد تحلت بزينة رمضان المُبهجة وتلألأت بالفوانيس والأضواء المرتبطة بهذا الشهر المبارك، وسماع الأغاني الرمضانية عبر الأثير التى تهب نفحة من البهجة وتجدد الأمل حتى قبل أن يبدأ شهر رمضان.

فى هذا الإطار، أقام منتدى مدينتى الثقافى ليلة خاصة من ليالي أرواح في المدينة يوم الثلاثاء ٢٥ فبراير في قاعة المكتبة بالمركر الثقافي بالجامع الكبير لقاء بهذه المناسبة قدمها الكاتب محمود التميمى.

تناول اللقاء قصة رمضان مع المصريين في سالف الزمان .. وكيف احتفل المصريون بشهر رمضان على مر العصور .. وكيف أثر تطور المجتمع وتغيرات الزمن في هذه الاحتفالات، واستمع الحاضرون فى هذه الندوة الثرية إلى تسجيلات نادرة من أزمان مختلفة لكبار مبتهلي ومنشدي مصر عبر تاريخها وحكي قصص جديدة عن المجتمع المصرى ارتبطت برمضان وطقوسه الخالصة.

استمعنا معًا وكل الحاضرين إلى ابتهال راديو لندن للسيدة منيرة عبده التي كانت تنافس الشيخ محمد رفعت ، وعرض مقاطع من فيلم ” الله معنا “، وحوار بين الفنان محمد عبد الوهاب مع مفيد فوزي عن ذكرى رمضان.

واصل الكاتب محمود التميمي حديثه وحكاياته الشيقة عن فترة الخمسينيات والقاهرة قبل إنشاء التليفزيون المصرى فى عام 1960. فذكر أنه فى عام ١٩٤٩ كانت هناك حلقات ذكر في السجن في رمضان، وكان نزلاء سجن الاستئناف يصومون ويصلون، وكان هذا السجن مبني علي
أرض بها ضريح يحيي باشا حيث كان
لديه قصر فخم جدا، وكان هناك ضريحيين أيضا أحدهم للسيدة صفية والآخر للسيدة سعادة ، فأصحاب القصر بنوه مع الاحتفاظ بالضريحين أمام المتحف الإسلامي الذي أصبح مبني المحافظة الآن.

كان الشعراء من المساجين يكتبون شعرا للسيدة صفية محفور على الجدران إهداءً لروحها. ومنصور باشا كان ناظر المعارف فى ذات الوقت ، وأراد المقاول الذي عهد إليه بتحويل نصف القصر إلي سجن أن يهدم ضريح السيدة صفية فلم يستطيع أحد
هدمه. ومن يريد رؤية هذا القصر يشاهد فيلم “حياه أو موت” ، لكن تم إزالة هذا القصر وبناء مديرية أمن القاهرة مكانه ، وخلف هذا المبني سجن الاستئناف القديم وغرفة “الضريبي” التي لم تهدم حتي الأن . وقد قامت مجلة المصور عام ١٩٤٩ بنشر تحقيق عن الشيخة سعادة بعنوان: الشيخة سعادة تنقذ محكمة الاستئناف .

كما تم عرض مشهدا لموكب الرئيس جمال عبد الناصر وهو ذاهب ليؤدي صلاة الجمعة وسط آلاف الجماهير الذين اصطفوا علي جانبي الطريق وهم يهتفون للجمهورية
العربية المتحدة. كان مظهر الاحتفال برمضان
من مظاهر الدولة وتم إلغائه بعد عصر السادات ، ثم عاد مرة أخري وتم إلغائه في عهد الرئيس مبارك.

وخلال هذه المناسبة تم عرض قراءة وتلاوة القرآن الكريم للشيخ الحصري عام ١٩٦٠م بمنزل جمال عبد الناصر مع توافد زعماء ورؤساء العالم لتقديم واجب العزاء عقب وفاته.

وكان هناك قارئين للقرآن قبل الشيخ مصطفي إسماعيل وكانوا أكثر شهرة مثل:
الشيخ العقله ، والشيخ بدار ، والشيخ الفران، والشيخ منصور . وتم عرض قصة الشيخ مصطفي إسماعيل بصوته
وهو يحكي عن نفسه “تسجيل قديم جدا” ويتحدث فيه بتواضع وروح مرحة عن مواقف طريفه قابلته فى حياته.

مجلة الإذاعة أيضا كانت تتحدث عن رمضان وتقدم مسابقة إذاعية كان يكتبها بيرم التونسي وتقدمها آمال فهمي حتي الإعلانات والدراما التي تقدم في رمضان .

وعن الدراما في رمضان: فى عام ١٩٩٤ تم عرض مسلسل من أهم الأعمال الرائعة التى مر عليها ثلاثون عاما واستطاع إظهار
صورة جميلة عن هوية الصانع المصري والمصريين وهذا ما كان يقصده أسامة أنور عكاشة ، وتقديمه لفكرة في غاية العمق وبعمالقة من الفنانيين مثل: الفنانة العظيمة هدي سلطان ،والنجم صلاح السعدني ، وكرم مطاوع . ومن المسلسلات المتميزة مسلسل المال والبنون لمحمد جلال عبد القوي ، والذي قدم أشخاص حقيقيين .

وختاما كان الحديث عن الشيخ عباس الديب في الستينات الذى كان يعمل مدرسا، وكان يكتب المدائح النبوية، وهو والد المحامي الشهير رحمة الله عليه فريد الديب .

وفى عام ١٩٦٨ تم عرض لقطات للسيدة أم كلثوم وهى جالسه وسط المستمعين تستمع للمدائح النبوية ، فتأثرت وبكت ثم صعدت علي المسرح واشتركت معهم
وقامت بالارتجال حينها وأنشدت: أغيثنا يارسول الله.

واختتمت الاحتفال بالندوة بالمسحراتي
لبسيوني عمارة التى غناها المرحوم “سيد مكاوي”.