مقالاتمميز

هل استعد «ماسبيرو» لنقل مؤتمر إعادة إعمار غزة وافتتاح المتحف الكبير ؟

بقلم/ السيد هاني 

أرجو أن «ينتبه» المسئولون فى «ماسبيرو» من الآن، إلى أن مصر ستستقبل خلال الفترة القادمة حدثين مهمين؛ الأول: هو المؤتمر الوزارى للتعافى المبكر وإعادة إعمار غزة، المتوقع انعقاده نهاية الشهر القادم.

وهو مؤتمر دولي كبير، تنظمه مصر بالتنسيق مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وتحضره الدول المانحة، فضلا عن أنه يمثل أهمية خاصة لمصر؛ لأن نجاح الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة-التى أصبحت تسمى الآن «الخطة العربية الإسلامية»- يعتمد بالدرجة الأولى على توفير مصادر التمويل المالى لهذه الخطة ؛ التى تبلغ تكلفتها النهائية 53 مليار دولار.

بالتالى فمصر حريصة كل الحرص على إنجاح هذا المؤتمر؛ لأن نجاح المؤتمر يعني نجاح خطة إعمار غزة التى وضعتها مصر ..

وفى إطار الجهود التى تبذلها مصر لإنجاح المؤتمر، سافر الدكتور بدر عبدالعاطي يوم الأربعاء 12 مارس الجاري إلى الدوحة لحضور اجتماع شارك فيه وزراء خارجية السعودية والأردن وقطر ووزير الدولة بالخارجية الإماراتية وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، للتنسيق بشأن سبل الترويج وحشد التمويل لخطة إعادة إعمار قطاع غزة ..

ومن الآن حتى موعد انعقاد المؤتمر نهاية أبريل المقبل، ستواصل مصر اتصالاتها مع مختلف الأطراف الدولية للتنسيق والتشاور من أجل إنجاح المؤتمر ..

بالتالى يجب على المسئولين فى «ماسبيرو» أن يكونوا على قدر المسئولية فى القيام بالتغطية الإعلامية لهذا الحدث الدولى المهم .. الذى سوف تستضيفه مصر، ويمثل أهمية كبيرة بالنسبة لها.

* الحدث الثاني هو :

افتتاح المتحف المصرى الكبير يوم 3 يوليو القادم، وهو حدث عالمي، سيتابعه مئات الملايين من كل أنحاء العالم، وسيحضره عدد كبير من ملوك وزعماء العالم، ربما يكون من بينهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب .. الذى وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى له الدعوة خلال المكالمة الهاتفية التى جرت بينهما منذ أسابيع قليلة.

لست فى حاجة إلى الاستطراد في الحديث عن الأهمية التى يمثلها هذا الحدث التاريخي الفريد لمصر .. من كل النواحي: السياسية والسياحية والاقتصادية والثقافية، فضلا عن أنه يؤكد على أن الريادة المصرية في المنطقة بلا منافس، وفوق مستوى المقارنة ..!

لذلك يجب أن تكون التغطية الإعلامية لهذا الحدث، على المستوى المطلوب، لأن مئات القنوات التليفزيونية في كثير من دول العالم سوف تنقل عن التليفزيون المصري، بالتالى فإن أى إخفاق فى مستوى آداء التليفزيون المصري، يجب أن يحاسب المسئول عنه حسابا عسيرا !!

* لقد استخدمت كلمة «ينتبه» فى بداية المقال عند مخاطبة المسئولين فى ماسبيرو، لأن ماجرى في تغطية أعمال القمة العربية التى عقدت بالعاصمة الإدارية يوم 4 مارس الجاري، يثبت أن المسئولين في ماسبيرو لم يكونوا على قدر المسئولية المطلوبة فى تغطية حدث سياسي مهم بهذا الحجم.

الدليل على ذلك أن بعض الذين تحدثوا فى المؤتمر بلغات أجنبية ظلوا وقتا طويلا يتحدثون، ونحن نشاهدهم ولا نعرف ماذا يقولون .. وبسبب عدم وجود ترجمه .. بدأ التليفزيون المصرى ينقل تغطية مؤتمر قمة عربى منعقد فى القاهرة .. عن قناة «سكاى نيوز عربية»، التي تبث من دبي، بصوت المذيع يوسف الشريف.

* هذه المهزلة لا يجب أن تتكرر .. لا في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة .. ولا في افتتاح المتحف المصري الكبير ..

* لأن مصر دولة كبيرة .. لها مكانتها المحترمة بين دول العالم، ولا يجب أن ينتقص ماسبيرو من هذه المكانة المحترمة.

* وحتى لا تتكرر المهزلة، يجب أن يبدأ ماسبيرو من الآن الاستعداد لتغطية الحدثين الدوليين المهمين اللذين أشرت إليهما ..

* كيف ..؟

* لن أتحدث فى النواحي الفنية الخاصة بعملية الإخراج والنقل .. لأننى لست متخصصا فيها، لكنى سأتحدث فيما هو من اختصاصي كصحفى .. وهو «الترجمة»، التي كانت من أسباب قصور التغطية الإعلامية لمؤتمر القمة العربى يوم 4 مارس.

* يجب من الآن توفير طاقم من المترجمين على أعلى مستوى من الكفاءة .. هذه العملية لن تكلف «ماسبيرو» جنيهاً واحدا .. لأن هؤلاء المترجمين موجودون بالفعل فى ماسبيرو .. في الطابق الرابع «على إيدك الشمال وانت خارج من الأسانسير».. حيث توجد قناة «النيل الدولية»، التى تبث بعدة لغات .. تجدهم جالسين على مقاعد متهالكة .. ليست بمستوى الفخامة التى نراها فى مقاعد كبار المسئولين بماسبيرو .. التى تظهر فى الصور عند استقبالهم أحد الضيوف !!

* وإذا لم يتوفر لدى قناة النيل الدولية المترجمون المطلوبون .. يمكن تليفون صغير للدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات التي يتوفر بها مترجمون من لغات مختلفة، تطلبون منه إرسال ما تحتاجونه من المترجمين.

* فإذا لم يرد على الهاتف لكثرة مشاغله ومسئولياته؛ فهناك خيار ثالث هو كلية الألسن بجامعة عين الشمس .. يمكن أن تزود ماسبيرو بما يحتاجه من مترجمين في عشرات اللغات.

* أريد أن أقول إن مصر غنية بأولادها .. وإذا كانت الدول العربية تستعين بأولاد مصر لتحقيق نهضتها .. فلا يجب أن تضيق الدنيا فى وجه المسئولين عن ماسبيرو، فنجدهم ينقلون لنا ما يجرى في القاهرة، من فضائيات تبث من الخليج !!

* وعندما نقول لهم «عيب كده».. يعلقون إخفاقهم على شماعة قديمة .. اسمها «نقص الإمكانيات» !!

———–

السيد هاني ..

نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية

الكاتب المتخصص فى الشئون الدولية ..

عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى