أدب وثقافة

الشاعر العراقي رافد عزيز القريشي يكتب: عودة بخُفَّي أَنين !! 

ما زالَ يسألني حُنينُ

أينَ خُفّيَ اللذينِ

قد عُدتَ

وحدكَ فيهما

من دونِ ساقٍ أو يدينِ

ما زالَ يُلجمُني سكوتٌ

باتَ ينهشُ خطوتينِ

وأنا ألوذُ

بظلِّ صوتٍ

ضاعَ بينَ ضلوعِ بَيني

أرنو إليكَ،

فلا أراكَ

سوى خيالِ غمامتينِ

وأمدُّ كفّي لا أنالكَ

إذ سكنتَ

مجرّتَينِ

يمضي بيَ التيهُ المُعلَّقُ

فوقَ أجنحةِ العصورِ

وأعودُ أبحثُ

عن ضياعٍ

في انكسارِ دلالتينِ

وأنا أعلِّقُ

في دروبِ البوحِ تمثالَ السنينِ

وَأمدُّ نبضي

كي أراهُ بِباحةِ الحُلمِ الرهينِ

ما بينَ نافذةِ الغيابِ

وبينَ أسئلةِ الوجودِ

تتكوِّرُ الأوجاعُ

في ذاتي

كبذرةِ غربتينِ

أتُرى تحبُّ الأرضَ

حينَ تموتُ

في عينيكَ عيني؟

أم قد يُقلبكَ الترحُّلُ

كي تعيدَ

الصمتَ عندَ ولادتَينِ؟

أتراكَ تخلعُ

عن جراحِكَ

ظلَّ أضلاعِ السفينِ

أم أنَّ بحرَكَ لا يقلُّ

سوى هزائمِ غارِقينِ؟

أتراكَ

تعرفُ

كيفَ يذوي الحبرُ

في كفِّ الجنينِ؟

لكأنَّهُ وطنٌ يتيهُ

بغيرِ كَيفاتٍ وأينِ

أم أنَّ آهاتِ الرمالِ

نجومُ موتٍ لا يلينُ

تحيا بأمسكَ في بلادٍ

تستظلُّ بصرختَينِ

تمضي،

وتمضي،

لا اشتعالَ

ولا رمادَ

ولا يقينَ

تمضي،

وتتركُ في الجدارِ

علامةً من نقطتينِ

تمضي،

ووجهُكَ في المرايا

لا يُجيبُ السائلينَ

تمضي،

وأشباحُ الحكايةِ

في انتظارِ الجُملتَينِ

تمضي،

وحيدًا،

والظلالُ

تشدُّ أطرافَ الحنينِ

تمضي،

كأنَّكَ لا تعودُ،

تقودُ ظلَّ الساكِنينِ

تمضي،

ولا تدري بذكرى

أسقطتْ وهجَ المنونِ

تمضي،

وعينُك في الطريقِ

وقد تعودُ

بغيرِ عينِ

تمضي،

ولا تذوي وصوتكَ

من سرابٍ شاحبٍ

تمضي،

وتحملُ فوقَ كفِّك

آخرَ السُّؤلِ الدفينِ

تمضي،

لوحدك في الترحُّلِ

مثلما سيقَ الزمانِ

تمضي،

وحالُكَ كالمَدَى

يحتزُّ حُلمَ للوتينِ

ما زالَ

وجهُكَ في الضبابِ

يُعظِّمُ السرَّ الغريبَ

ويراكَ تتركُ للرّياحِ

خريطةَ العمرِ الدفينِ

فيعودُ

صمتُكَ كالندى

يُحيي ظلالَ النازفينَ

وعلى جبينِكَ حسرةٌ

كُتِبَتْ بصورةِ حسرتَينِ….

===

رافد عزيز القريشي- العراق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى