غدا الثلاثاء 24 يونيو في تمام السابعة مساء؛ يناقش أتيليه القاهرة من خلال لجنته الثقافية كتاب «مدرسة الدراسات الثقافية العربية المقارنة»، والذي حمل عنوانا فرعيا باسم: «مشروع المشترك الثقافي العربي نموذجا تطبيقيا»، لمؤلفه الدكتور/ حاتم الجوهري، والصادر عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر بالقاهرة.
يناقش الكتاب كل من الدكتور/ شريف الجيار أستاذ النقد الأدبي بجامعة بني سويف، والدكتور/ سامي سليمان أستاذ النقد الدبي بجامعة القاهرة، ويدير اللقاء الشاعر والكاتب الصحفي الأستاذ/ حزين عمر.
وكانت فعاليات مشروع المشترك الثقافي العربي قد نالت اهتماما إعلاميا وصحفيا واسع النطاق طوال السنوات الخمس الماضية، كما اهتم بها الكتاب وأفرد لها قسما كبيرا في ملاحقه بوصفها التطبيق الذي منح مجال «الدراسات الثقافية العربية المقارنة»، ونظريته التي يطرحها الكتاب، سمة المدرسة العلمية التي تترسخ تقاليدها شيئا فشيئا، بوصف المشروع هو التجربة التطبيقية التي بحثت الدراسة من خلالها عن أول الطريق لسردية عربية ثقافية جديبدة.
حيث شملت فعاليات المشروع ثلاثة مؤتمرات سنوية دولية عربية ضمت 80 بحثا محكما، و21 عضوا في لجان التحكيم، و24 محورا علميا، خرجت كلها في كتب مطبوعة ذات ترقيم دولي معتمد، جمعها العديد من الجلسات البحثية الواقعية والافتراضية، وشملت المؤتمرات: (مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر وتونس 2022م، مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر واليمن 2023م، مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق 2024م).ووفق تقليد في “الدبلوماسية الثقافية” قام على حضور التمثيل الدبلوماسي لسفارة الدولة الشريكة في المؤتمر مع مصر (سفارات تونس واليمن والعراق)، من خلال كلمات بروتوكولية حضرت في تلك المؤتمرات، تكرم بها سعادة السفراء وممثليهم.
فكان مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر وتونس هو المؤتمر التأسيسي للفكرة، حيث طرح فيه المؤلف فكرة “المشترك الثقافي” نفسها وخرج كتاب المؤتمر المحكم تحت عنوان: «فلسفة المشترك الثقافي: نحو دراسات ثقافية عربية مقارنة»، ووفق تقليد علمي ينص على أن يستهل كتاب الأبحاث المحور النظري ثم يليه المحاور التطبيقية ومواضيعها، وعلى أن تستهل أوراق المحور النظري ورقة المؤلف البحثية لتؤسس لفكرة كل مؤتمر، وتحدد إطاره العام.
كما تضمنت التقاليد العلمية للمؤتمرات، الشراكة الأكاديمية مع جهة أو أكثر في كل مؤتمر، فكانت الشراكة العلمية في المؤتمر الأول مع «المعهد الوطني للتراث» من تونس، وشملت اللجنة العلمية للمؤتمر ثمانية أسماء من البلدين ومختلف الدول العربية.
وجاء كتاب المؤتمر الثاني عن المشترك الثقافي بين مصر واليمن ومحوره حول «المتون العربية»، بعنوان: «فلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات: استعادة المتون العربية وتحدياتها في القرن الـ21»، وكانت الشراكة العلمية في المؤتمر الثاني مع معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية من القاهرة، وشملت اللجنة العلمية للمؤتمر 12 اسما من البلدين ومختلف الدول العربية.
وجاء كتاب المؤتمر الثالث عن المشترك الثقافي بين مصر والعراق عن «الأنماط الحضارية الأولى» للبلدان العربية وبديلها الممكن في مواجهة نظريات الصدام الحضاري، حيث جاء كتاب أبحاث المؤتمر تحت عنوان: «فلسفة الذات الحضارية المتصالحة.. بديلا لذات الصدام الحضاري ونظرياتها»، وكانت الشراكة العلمية في المؤتمر الثالث شراكة علمية متعددة ومتنوعة مع كل جهات علمية عدة من دولة العراق الشقيق، وشملت اللجنة العلمية للمؤتمر 11 اسما من البلدين ومختلف الدول العربية.
كما ضمت فعاليات المشروع صدور كتاب جماعي بعنوان: «في فلسفات التدافع والتعايش الحضاري: الذات العربية والدرس الثقافي المقارن للظاهرة الحضارية»، ضم ثلاثة محاور وثمانية باحثين وصدر عام 2023م، قام المؤلف بتحريره واقتراح محاوره، وكذلك شملت فعاليات المشروع ملفا بحثيا عن «الدراسات الثقافية»، قام المؤلف بتحريره لمجلة مثاقفات اللندنية عام 2021م، نشرت مساهماته في عددين متواليين من المجلة، هما العدد الثالث والعدد الرابع، شارك في الملف خمسة من الباحثين. وشملت فعاليات المشروع ملفا بحثيا تحت عنوان: «الكولونياليةالجديدة» حدد المؤلف فكرته ومواضيعه وعناوينها؛ نشرفي مجلة «أدب ونقد» المصرية، وصدر في العددرقم 407 من المجلة بتاريخفبراير 2022م، وشارك به ثلاثة باحثون.
وشملت فعاليات المشروع مائدة مستديرة عن المشترك الثقافي بين مصر والسودان في أغسطس 2021م؛ اقترحها المؤلف واستضافتها مجلة «أدب ونقد»، بمشاركة ضمت ثمانية مساهمين، وخرجت المائدة المستديرة بـ«وثيقة ثقافية شعبية»، مطروحة ومفتوحة للنقاش المجتمعي بين البلدين، تتضمن تصورا للعمل الثقافي المشترك ودور الثقافة عموما وفي تعزيز العلاقات بين البلدين، كان المؤلف واحد من اثنين قاموا بتحريرها (الثاني من دولة السودان الشقيق). وشملت فعاليات المشروع سمنارا علميا تعريفيًا بمجال الدراسات الثقافية العربية المقارنة في 2022م، رأسه المؤلف (شارك به ثمانية من الباحثين)، ومائدة ثقافية مستديرة صاحبت السمينار التعريفي في الوقت ذاته (شارك بها الباحثون أنفسهم)، استضافتها السفارة اليمنية على ضفاف مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر واليمن.
وفي خاتمة الدراسة؛ يشير المؤلف إلى طموحه العريض، في أن يتم استحداث تخصص جديد في أقسام الدراسات الإنسانية بالكليات والجامعات العربية، يقوم على شقين رئيسين لـ«الدرس الثقافي العربي المقارن»، الأول هو التخصص اللصيق بكل دولة باحثا عن «المشترك الثقافي»، بينه وبين الدولة المعينة ودول أخرى منفردة أو متصلة، والثاني هو التخصص العام لـ«الدرس الثقافي العربي المقارن»، الذي يجب عليه أن يهتم بمجال «الجغرافيا الثقافية»، ودورها في القرن الحادي والعشرين، وينظر في السرديات الجيوثقافية الكبرى التي ظهرت بداية من سردية «الصدام الحضاري» من أمريكا، ووصولا إلى سردية الأوراسية الجديدة” من روسيا، وسردية «الحزام والطريق»، من الصين، ساعيا لاستكشاف إمكانية الوصول إلى سردية عربية كبرى، تزن الصراع العالمي الجديد.. كذلك يستمر الطموح في الدعوة لتبني المنظمات الثقافية الإقليمية والعالمية لـ«كرسي علمي»، مخصصة لـ«الدراسات الثقافية العربية المقارنة»، مثل منظمة الإيسيسكو، والألكسو، واليونسكو.