فنونمقال رئيس التحريرمميز

الفنان سعد فلحي ومهارة فائقة في المزج بين جمالية الحروف العربية وروح الابتكار التشكيلي 

💠= تتميز أعمال الخطاط العراقي سعد فلحي حسين – (ابن محافظة ميسان جنوب شرقي العراق)- بقدرة عالية على المزج بين جمالية الحرف العربي، وروح الابتكار التشكيلي، مع احتفاظها بالانضباط الكلاسيكي للخط.. ويمكن قراءة أسلوبه وطريقته الفنية، من خلال المحاور الرئيسة التالية:

(1)- يعتمد سعد فلحي على تشكيلات متماسكة، حيث يخلق توازناً بين الكتلة والفراغ، فيمنح الحروف انسياباً بصرياً مدروساً.. وتأخذ بعض أعماله طابعاً هندسياً صارماً، بينما يميل في أخرى إلى الليونة والتعرجات، التي تبرز طاقة الحرف.

(2)- يوظّف سعد فلحي تبايناً لافتاً بين الخطوط السميكة والرفيعة؛ ما يعزز الإيقاع البصري، ويقود العين في حركة سلسة عبر اللوحة. ويحرص الرجل على التنوّع في الأدوات والألوان، من التشكيل الحروفي الأحادي اللون، على خلفية داكنة، إلى الأعمال الملونة ذات البعد الطباعي، ثلاثي الأبعاد.

(3)- كثير من نصوصه ذات مضمون ديني أو حكم وعبارات ملهمة، ما يمنح العمل بعداً روحياً عميقاً.. وتتجلى مهارته في جعل النص ليس مجرد كتابة، بل كياناً تشكيلياً ينبض بالمعنى والرمز.

(4)- يحافظ الفنان سعد فلحي على أسس الخط العربي التقليدي مثل (الثُلث – النسخ – والديواني)، لكنه يطوّعها ليبتكر تكوينات معاصرة تحمل هويته الخاصة، مع التنويه إلى أن التجديد لا يأتي على حساب القواعد، بل ينبع من قراءة واعية لتراث الخط العربي وتطويره.

(5)- يمكن القول إن سعد فلحي يقدّم نموذجاً للفنان الذي يجعل الحرف العربي، مجالاً للبحث الجمالي المستمر، ممزوجاً بروحانية النصوص، ورشاقة التكوين، ليخلق أعمالاً تجمع بين العمق الفني، والسمو الإيماني.

• إعداد وإشراف:

الدكتور محمود عزالدين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى