فنونمقال رئيس التحريرمميز

 الخطاطة شيماء الزهري .. زخارف إبداعية ودلالات بصرية وروحية 

• تمثل المزخرفة والخطاطة المصرية الشابة/ شيماء عبد الكريم الزهري، في تجربتها الفنية، مزيجا متفردا بين الخط العربي الأصيل، والزخرفة الإسلامية، واللمسات التشكيلية المعاصرة.. ومن خلال بعض أعمالها المرفقة، ي مكن الوقوف على ملامح أسلوبية بارزة عدة، تؤكد على النقاط التالية:

[1]- تتعامل الفنانة شيماء الزهري مع الحروف العربية، بوعي بصري رفيع؛ إذ نلاحظ بسهولة وضوح التوازن بين الكتلة والمساحة البيضاء، فلا يطغى أحدهما على الآخر.

[2]- تميل فنانتنا إلى تجريد الحروف وتطويعها داخل أشكال هندسية وزخرفية؛ ما يمنح أعمالها طابعا معماريا مهيبا يذكر بمدارس الخط الكلاسيكية (خاصة الثلث والديواني الجلي).

وتولي الفنانة شيماء اهتماماً كبيراً بالانسيابية والامتداد الرأسي لبعض التركيبات، ما يضفي فخامة ورصانة على تكويناتها.

[3]- الفنانة شيماء الزهري بارعة جدا في التوظيف الزخرفي؛ إذ نلاحظ أن الزخرفة في أعمالها ليست مجرد إضافة تكميلية، بل جزء جوهري من التكوين، تنسجم مع الخط، وتؤكد دلالاته البصرية والروحية.. وتمزج «شيماء» بين الزخارف النباتية والهندسية، في إطار متقن يكشف عن وعي عميق بجماليات التراث الإسلامي، مع قدرة على تقديمها بروح معاصرة.

[4]- يظهر الحس أو البصمة اللونية المتميزة للفنانة شيماء في تنويع الألوان الزاهية (الأخضر- الأزرق- الأحمر- الأصفر)، دون فقدان التوازن، ما يعكس خبرة في ضبط العلاقات اللونية.

[5]- معظم الأعمال المرفقة للخطاطة والمزخرفة شيماء تنطلق من نصوص ذات بعد ديني وروحي (البسملة- أسماء الله الحسنى)، وهو ما يجعلها حريصة على إضفاء جلال وهيبة في التشكيل، مع الوضع بالاعتبار أن الأيقونات المركزية التي توظفها – مثل النجوم أو الدوائر الزخرفية- تمنح المشاهد إحساساً بالتمحور والسكينة.

[6]- لا تقتصر الفنانة الشابة على اللوحة التقليدية، بل تمتد إلى الفضاء الجداري (كما في جدارية المانديلا الملونة)؛ ما يشير إلى انفتاحها على الفنون الحديثة، وفكرة إدماج الخط والزخرفة، في فضاءات حياتية ومعمارية.. وتمثل هذه النقلة إضافة مهمة، تجعل أعمالها أكثر قربا من الذائقة المعاصرة، وتفتح آفاقاً لتوظيف الخط العربي، خارج نطاق اللوحة الكلاسيكية.

______________________

إعداد وإشراف:

د.محمود عبد الكريم عزالدين

______________________

• بالإجمال؛ يمكن القول إن شيماء الزهرى تنتمي إلى جيل من الفنانين الشبان، الذين يجمعون بين الإتقان الأكاديمي في الخط العربي، وبين حس الإبداع المعاصر في الزخرفة والتشكيل.. وتتميز أعمالها بوضوح الهوية الإسلامية الكلاسيكية، والانفتاح على أساليب حديثة في التلوين والعرض، فضلاً عن الوعي المعماري في بناء الحروف والتكوينات، والقدرة على المزج بين الجمالية البصرية والرمزية الروحية.

• وختاماً.. أرى أن أعمال شيماء الزهري تمثل قيمة مضافة، ومساحة مهمة للمشهد الفني العربي، خاصة في تقاطع الخط والزخرفة، واللوحة التشكيلية، مع إمكانات واسعة في المستقبل، لمزيد من التجريب والتطوير.. ووفق التحليل السابق، ننتهي إلى أن «شيماء» تحقق توازنا فنياً بين الأصالة والتجديد؛ ما يجعلها تجربة واعدة ومميزة، في المشهد الفني العربي.

• إعداد وإشراف:

الدكتور محمود عزالدين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى