أدب وثقافة

كامل الكعبي يكتب من العراق: إشراقة الدُجى!!

كضوءٍ شفيفٍ

أبحثُ عن زاويةٍ مظلمةٍ

بعينينِ شاسعتينِ

لكنَّ النهاراتِ موحشةٌ

وليالي المحاقِ أكثر استئناساً

كُلُّ أنواري التي ادَّخرتها

لَمْ تعدْ غير حفنةٍ داكنةٍ

أحاولُ أنْ أتذكّرَ

كيفَ لهذهِ النارِ أن تحترقَ

قبلَ أن تشتعلَ

لا بدَّ أن تكونَ جذورها من رماد

ولا بدَّ لها أن تصهرني مِراراً

حتّىٰ لا تبقىٰ هواجسي مرهونَةً

بشفاهٍ مرَّةٍ

أسيلُ معَ دمعة الفجرِ

ويكسرني هجوع الليل

أتهادىٰ معَ نزيفِ الحجرِ

وأصغي لأنينهِ

بيدَ أنَّهُ يحتضنُ أضغاثي

وأسئلتي التي ليسَ لها إجابات

كنتُ علىٰ وشكِ الإمساكِ بخيطِ الرجاءِ

ذاكَ حلم بعيد المنال

أحاولُ فكَّ شفراتِ دخانهِ

كبوصلةِ الحرائقِ الملتهبةِ

ولكن تبقىٰ إشاراته مغلَّفةً

مثل تبغ سجائري

قَدْ تكون مجازفةً بناء الصوامع

علىٰ حوافِّ الريحِ

دونَ تداركِ ما يتطلبهُ الطيران

أو حتّىٰ الهروب

خارج حساباتِ الزمن

وهذا الوحشُ الكاسرُ

قَدْ كشَّرَ عن أنيابهِ خلسةً

وراحَ يطلقُ كلبَهُ العقورَ

ليناطحَ صخراً

ولا قاع لشاطئهِ تطفئُ أكفَّ الضرامِ

ينبتُ النارَ في أرضٍ

تعشّقتِ الجليد

ولسانُ حالهِ يقول :

لا بُدَّ للصيادِ من صحبةِ الكلب .

__________

كامل عبد الحُسين الكعبي

      العراق- بغداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى