فنونمقال رئيس التحريرمميز
«عودة» الفنانة التشكيلية رنا نادر .. (رؤية تحليلية)

رؤية قلمية وبصرية:
د. محمود عبد الكريم عزالدين
• تأتي مشاركة الفنانة التشكيلية رنا نادر بلوحة أسمتها «العودة»، في معرض ملتقى لمسات فنان الدولي، في قاعة أصداف للفنون والثقافة بمصر الجديدة.. لتؤكد أن العودة المقصودة ليست مجرد استحضار لمكان مادي، بل هي رحلة روحية وإنسانية، نحو الحرية والهوية الذاتية والوطنية.
💠💠💠💠
• الواضح هنا أن «رنا»، لا تكتفي بتصوير الألم، بل تحوله إلى طاقة خلاقة، تفتح نوافذ الأفق نحو الضوء.. وتتقاطع فلسفة اللوحة، مع رؤية للفقير إلى الله؛ د.محمود عبد الكريم عزالدين في مقالة سابقة، نوهت من خلالها إلى أن أعمال رنا نادر «تمتلك خصوصية فكرية وجمالية تجعلها تؤسس لمدرسة جديدة في الفن المعاصر، تجمع بين المادة والفكرة، وبين التجريب والإيمان بالمعنى الإنساني العميق للفن».
• تندرج هذه اللوحة، ضمن مدرسة التحجير الأسمنتي، وهو فن مستقل بذاته، ليس «كولاجا» ولا «ديكوباجا» ولا «نحتا» بالمعنى التقليدي، بل هو تفاعل كيميائي بين الخامات والألوان والأسمنت، يخلق وحدة عضوية، تتخطى حدود اللوحة المسطحة، إلى عالم ثالث الأبعاد، يعبر عن العمق النفسي والفلسفي للفكرة التشكيلية.
• في تقديري، أن لوحة «العودة» عمل فني إنساني، يجمع بين التقنية المبتكرة للتحجير الأسمنتي، والرؤية الفلسفية العميقة؛ إذ تتحول المادة الصلبة، إلى كائن رمزي نابض بالأمل، مع العلم أنها قد تكون عودة من الظلمة إلى النور، ومن القيود إلى الحرية، ومن الغياب إلى الوجود، وربما تكون عودة إلى الذات – الوطن – أو الجذور .. وعلى وجه الإجمال؛ تتبدى رسالة «رنا نادر»، التي لا تنفصل عن جذورها الإنسانية والوطنية، لتؤكد أن الفن الصادق، وعد مؤكد، وبشارة محققة، بالعودة الدائمة إلى الحياة.