مقال رئيس التحريرمقالاتمميز

حفلة الكشف عن المولود.. بين التقليعات العالمية والقرارات الشخصية

بقلم:

د. محمود عبد الكريم عزالدين

▪️ شهدت المجتمعات العربية في السنوات الأخيرة، ظهور «تقليعات» جديدة، مرتبطة بمراحل الحمل والولادة، لعل من ضمنها ما يعرف بـ(حفلة الكشف عن نوع الجنين أو Gender Reveal Party).. وعلى الرغم من أنها ظاهرة دخيلة على العادات العربية، إلا أنها انتشرت سريعاً بفعل وسائل التواصل الاجتماعي وتقليد المحتوى الغربي.

▪️ الشباب يتعاملون مع ( Gender Reveal Party) كفكرة مرحة وعصرية.. وبعض الكبار ينظر إليها كموضة دخيلة ومبالغة بلا داع أو لزوم، وعدد من رجال الدين والمهتمين بالشأن الاجتماعي، يعتبرها نوعاً من الترف الزائد، وتقليدا أعمى لأفكار وتقليعات مستوردة !!

– ورغم الاستهجان والاستنكار لهذه الظاهرة بالنسبة لكثيرين، إلا أن ظهورها يعكس التغير السريع في بنية الذوق الاجتماعي والسلوك الأسري.

▪️ «حفلة الكشف عن المولود»؛ هي مناسبة اجتماعية تقيمها الأسرة- غالبا في منتصف فترة الحمل- للإعلان بطريقة مبتكرة واحتفالية عن نوع الجنين (ذكر أو أنثى) أمام الأهل والأصدقاء.

▪️ تتضمن الاحتفالية في الأعم الأغلب بالونات تنفجر مكونة لونا معينا (أزرق للذكر – وردي للأنثى) + كيكة يُكشف من لونها الداخلي عن نوع الجنين + عروض ضوئية أو ألعاب نارية + تصوير فوتوغرافي ومحتوى يُنشر على شبكات التواصل الاجتماعي.

🔴🔴

▪️ من ضمن أسباب انتشار الظاهرة:

1. تأثير السوشيال ميديا، بمعنى رغبة الأزواج في الظهور وإنتاج محتوى جذاب، وتقليد المشاهير والمؤثرين الذين يعرضون هذه الحفلات.

2. النزعة للاحتفال؛ بغرض تحول مراحل الحياة اليومية إلى مناسبات احتفالية، والبحث عن أجواء الفرح والمشاركة الاجتماعية.

3. شعور الآباء بالتميز، والمقصود شعور الوالدين بأنهما يقدمان حدثا غير اعتيادي، يعكس اهتماماً وتحضرا وفق المفهوم الدارج.

🔴🔴

▪️بكل تأكيد، ثمة سلبيات لهذه «التقليعة»- سواء كانت قديمة نسبياً أو حديثة بصفة عامة- ومن بين السلبيات ما يلي:

– تكاليف مالية عالية في ظل ضغوط اقتصادية.

– تكريس ثقافة المظاهر والمقارنات الاجتماعية.

– إضعاف الخصوصية وتحويل الأحداث الأسرية إلى محتوى عام.

– احتمال خلق إحراج للأسرة إذا كان نوع الجنين لا يوافق رغبات بعض الأقارب، وبصفة خاصة في بعض البيئات التي تفضل الذكور.

🔴🔴

▪️ خلاصة القول إن (حفلة الكشف عن المولود) تظل ظاهرة حديثة في المجتمع المصري والعربي، تجمع بين الرغبة في الاحتفال وتقليد الموضات العالمية.. وعلى الرغم من أنها قد تضيف أجواء من الفرح، إلا أنها تطرح تساؤلات حول المبالغة في الإنفاق، وتأثير السوشيال ميديا على القرارات الشخصية.

💠💠💠💠

▪️ الدكتور محمود عزالدين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى