▪️ يظهر في معظم الأعمال الفنية للموهوب إياد أمجد محمد الطالب بالصف الثاني الإعدادي، توجه تعبيري أقرب إلى الرسوم الكرتونية المؤنسنة (Stylized cartoons) وليس الواقعية.
▪️ نلاحظ أن الخطوط بالقلم واضحة، واثقة وثابتة إلى حد كبير، ما يدل على تحكم فطري في المسار الحركي لليد.. والتلوين محدود ومباشر دون تدرج معقد، وهذا طبيعي لمرحلة عمرية مبكرة، ويؤكد أن الهدف الأساسي هو تقديم الشخصية، لا الإبهار اللوني.
▪️ الخط الخارجي للشخصيات محدد وسميك أحياناً، وهو اختيار جيد لأنه يبرز الشكل ويعطي العمل قوة بصرية.. صحيح أنه توجد مناطق اهتزاز خفيف في بعض التفاصيل الدقيقة (الشعر/ الحواف)، لكنها لا تضعف العمل، بل تضيف طابعاً يدوياً صادقاً.
▪️ استخدام القلم في رسم التفاصيل الداخلية مثل العيون والأنف، يمنح الشخصية بعدا نفسياً مباشراً ، وهو من ملامح الفنانين أصحاب الحس التعبيري.
▪️ الشخصيات المختارة (مثل الحيوان المرسوم بتجسيد إنساني لطيف) تحمل رمزية البراءة، الود، وربما انعكاس ذاتي للطالب في شخصيات يحبها ويميل إليها.. والعيون اللامعة والكبيرة تعطي إحساساً بالتواصل مع المشاهد، وتدل على حس مبكر بقواعد الارتباط العاطفي في التصميم (Emotive design).. والأقدام والأيدي مبسطة، لكنها منسجمة، ما يشير إلى فهم فطري للتوازن التشكيلي رغم عدم وجود تدريب منهجي.
▪️ الجمع بين الموسيقى والرسم لدى الموهبة المتوهجة إياد أمجد يعزز ما يسمى: الذكاء المتعدد (Multiple intelligences)، حيث يغذي كل فن الآخر من حيث الإيقاع، التناغم، والتعبير. ومن المتوقع أن يكون لدى «إياد» إحساس عال بالإيقاع البصري يظهر لاحقا إن تم صقل الموهبة، خاصة في توزيع العناصر على الصفحة.
🔍 نقاط تحتاج للتطوير مستقبلاً:
– التظليل (Shading): يكاد يكون غائبا، وإدخاله لاحقا سيمنح الشخصيات حجماً أعمق.
– درجات اللون: الاعتماد على لون واحد للمساحة الكبيرة يجعل العمل مسطحا قليلاً، مع أن الأسلوب الكرتوني يتحمل ذلك، لكنه سيصبح أجمل لو أضيف تدرج بسيط.
– الخلفيات: لا توجد بيئة مرسومة حول الشخصيات، وإضافتها تدريجياً ستنقل العمل من رسم شخصية إلى مشهد قصصي كامل.
▪️ الحكم الفني:
الموهبة واضحة بأنها تلقائية وفطرية، حيث:
لا يوجد تعقيد تقني زائد، لكن يوجد صدق في التعبير، توافق في الأشكال، وشخصية بصرية محببة. وهذه النوعية من المواهب إن تلقت حدا أدنى من التدريب الأكاديمي لاحقا، مرشحة لأن تنتقل إلى مستوى متقدم بسرعة لأنها تمتلك الأساس الأهم: الثقة بالخط + القدرة على توليد شخصية مرسومة من الخيال دون محاكاة مباشرة.
▪️خلاصة القول إن الطالب الموهوب إياد أمجد يمتلك: موهبة ذاتية غير مكتسبة بالتدريب، وقدرة على التعبير بالقلم بثقة، و حسا مبكرا بتصميم الشخصية، وتنوعا مهاريا (موسيقى + رسم) يزيد من عمق إمكاناته.. ومع الإشادة بكفاءته ومهارته الفطرية، ننصح بتوفير تدريب تدريجي في
التظليل، والتدرج اللوني، ورسم المشاهد القصصية، ودراسة مبسطة للتشريح الكرتوني، حتى تتحول هذه الموهبة الفطرية إلى أسلوب شخصي ناضج ومتين.
💠💠💠💠
رؤية تحليلية بقلم:
الدكتور محمود عزالدين