أدب وثقافةمميز
مصر والعراق وحضارة الذات المتصالحة في مؤتمر المشترك الثقافي
يعقد يوم السبت المقبل بالقاهرة مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق.. حضارات الموجة الأولى في عالم جديد، حيث كشف لنا الدكتور حاتم الجوهري العديد من المفاجآت وتفاصيل المؤتمر، في دورته الثالثة هذا العالم، والتي تأتي بمشاركة مصرية وعراقية وعربية كبيرة.
ولقد أوضح الدكتور حاتم الجوهري رئيس مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق.. حضارات الموجة الأولى في عالم جديد، ومؤسس مشروع المشترك الثقافي العربي، عدة تفاصيل حصرية عن انعقاد المؤتمر يوم السبت القادم 8 يونيو في أتيليه القاهرة بوسط البلد، حيث قال إن المؤتمر هو المؤتمر الثالث، والفعالية الخامسة لمشروع “المشترك الثقافي العربي” ومجال “الدراسات الثقافية العربية المقارنة” المصاحب له، بعد المؤتمر الأول “المشترك الثقافي بين مصر وتونس.. الواقع والآمال” في 22 مارس 2022م عُقد، والمؤتمر الثاني «المشترك الثقافي بين مصر واليمن.. رؤى جديدة لاستعادة المتون العربية» في 11 فبراير 2023م، وقبلهما في مرحلة الإرهاصات والبشائر عُقدت المائدة المستديرة حول “المشترك الثقافي بين مصر والسودان” والوثيقة الشعبية الصادرة عنها في سبتمبر 2021م، وقبلها بعام في سبتمبر 2020م كانت البذرة مع ملف “الظاهرة الحضارية”، الذي طَرح فكرته وحرره ليصدر في عدد خاص من مجلة “الفكر المعاصر”، ثم صدر في شكل كتاب مجمع وطبعة جديدة عام 2023م بعنوان “في فلسفات التدافع والتعايش الحضاري: الذات العربية والدرس الثقافي المقارن للظاهرة الحضارية”.
وأضاف أن المؤتمر الثالث؛ «المشترك الثقافي بين مصر والعراق.. حضارات الموجة الأولى في عالم جديد»؛ يطرح الفلسفة الثالثة للمشروع، وهي فلسفة “استعادة الأنماط الحضارية الأولى” الممكنة والكامنة في “مستودع الهوية” العربي وبطبقاته الحضارية المتراكمة والمتجاورة عبر آلاف السنين، والتي تقوم على طرح “فلسفة الذات الحضارية المتصالحة” ماديا ومثاليا التي ظهرت في مصر والعراق ضمن الموجة الحضارية الأولى المبكرة التي شملت (مصر- العراق- الهند- الصين)، بديلا لذات الصدام الحضاري ونظرياتها التي يطرحها الغرب حاليا، والتي تقوم على الفرض والجبر والشمولية وتعدي الذات للآخر الحضاري بغرض تنميطه وجعله تابعا لها مثاليا أو ماديا، أو الشكل الحالي للحضارة الغربية بعد تفكك الماركسية وسقوط الاتحاد السوفيتي، وتحول فكرة الحضارة المطلقة/ المركزية إلى نظريات “الصدام الحضاري” عند كل من: هينتنجتون وفوكوياما وبرنارد لويس.
واستطرد هي فلسفة تقوم على قدرة النمط الحضاري الأول الذي نشأ قديما في مصر والعراق والذي قام على الذات المتصالحة مع ظروفها المادية وبالأساس حول الموارد المائية، ومع مُثلها وثقافتها المرتبطة بنمط حياتها، على أن يكون مثالا ونموذجا يصلح للاستعادة والترويج له في عالم جديد، عالم يقوم على تصالح جميع الحضارات الإنسانية وكل دول العالم مع وجودها المادي وموارده، ومع وجودها المثالي ومعتقداته، من خلال ثلاثة مبادئ مستقاة من النمط الحضاري الأول في مصر والعراق وفلسته للتصالح مع الذات ومع الآخر، وهي مبادئ: (الطبيعية- الطوعية- التأمين)، أي “الطبيعية” والتنوع في علاقة المادي بالمثالي وليس الصدام الحدي والصفري كما قدمت الحضارة الغربية، و”الطوعية” في إجراء العلاقات والتبادلات الثقافية في المثل والقيم بين المجموعات الحضارية والدول المعاصرة دون فرض أو ادعاء بوجود نمط حضاري نهائي ومطلق أو شمولي وتعميمي، و”التأمين” لمسارات التجارة والحدود المستقرة بين الدول دون محاولات للهيمنة أو الاعتداء من طرف ضد آخر. وهذه المبادئ الثلاثة مستمدة من فلسفة النمط الحضاري الأول المتصالح مع ذاته في مصر والعراق
وبين أن الأبحاث المشاركة في المؤتمر بلغت 28 بحثا موزعة على سبعة محاور، بين النظري والفلسفي والتاريخي والأدبي والحضاري وتمثلات التراث الثقافي غير المادي أو الفلكلور، وان المؤتمر سيشمل 6 جلسات بحثية، أربعة في القاهرة حضوريا (12 ورقة بحثية) في أتيليه القاهرة حيث يعقد المؤتمر يوم السبت المقبل في الساعة العاشرة والنصف صباحا، وجلسة افتراضية للباحثين من العراق (13 ورقة بحثية)، وجلسة افتراضية للمشاركين من الدول العربية (4 أوراق بحثية).
وقال إن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر سوف تشمل كلمة للسفارة العراقية وممثلها، وكلمة للشخصية ضيف شرف المؤتمر د. حيدر الجبوري الوزير المفوض بالجامعة العربية، وكلمة افتراضية لمنسق المؤتمر من العراق الدكتور منتظر الحسني مدير تحرير مجلة التراث الشهبي العراقية، وختم كلامه موجها الشكر لكافة المشاركين في المؤتمر ولجنته العلمية، والمؤسسات العلمية الست المشاركة من العراق، موضحا أن المؤتمر استغرق العمل عليه أكثر من عام كامل منذ الإعلان في يونيو 2023 وحتى الانعقاد بإذن الله في يونيو 2024م، وقبلها فترة التحضير والإعداد العلمي الطويل حيث كانت أصعب مراحل المؤتمر النظرية للتوصل إلى محور المؤتمر الرئيسي والاستقرار على فكرته المركزية عن دور الأنماط الحضارية الأولى في مصر والعراق، وعلاقتها الممكنة باللحظة الحضارية الراهنة ورفدها.