مجتمع

ملتقى المرأة يناقش قضايا الإنفاق الأسرى فى ضوء الإسلام .. “المال بين الإسراف والتقتير”

كتبت- أمنة عبد الحليم

برعايه كريمة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد ، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر الشريف. عقد الجامع الأزهر البرنامج الثامن عشر من ملتقى المرأة لشهر أكتوبر عام ٢٠٢٤ تحت عنوان: “قضايا الإنفاق الأسري فى ضوء الإسلام”.

جاءت الندوة بعنوان “المال بين الإسراف والتقتير”،حاضرت فيها كلا من:
الدكتورة أسماء سعيد إبراهيم ، مدرس الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر. والدكتورة شيماء عماد ، مدرس الإقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر الشريف، وأدارت الندوة الدكتورة سناء السيد، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

دارت المناقشة حول قيمة المال وكيفية إدارة ميزانية الأسرة في ضوء الشريعة الإسلامية ، وما هو الإسراف؟ وما هو التقتير؟

وقامت د. أسماء سعيد بشرح مفهوم المال في الإسلام وأهميته في حياة المسلم وأوضحت أن حفظ المال مقصد من مقاصد الشريعة، وأن من واجب الزوجه الحفاظ على مال الزوج، وأن يكون هناك شفافيه فى حال إدخرت مثلا جزءا من هذا المال، وطرحت العديد من أمثلة لطرق كسب المال المشروعة بعوض وبغيرعوض، مال مقابل شئ مثل التجارة والبيع والشراء ، وحذرت من طرق الكسب غير المشروعة والحصول على مال مصدره الغير حلال.

ثم ناقشت ضوابط الحصول على المال من أين اكتسبته وضوابط الإنفاق في الإسلام ، وفيما أنفقته ، وذكرت بعض الأدعيه التي تزيد الرزق ، والمحافظة بشكل دائم على الذكر .

كما ذكرت بعض الأمثلة عن الكسب المشروع كالمضاربة ، الدية ، عمل وتجهيز الأكل وبيعه ، الإرث كسب مشروع ، الوصية بالمال لها شروط معينة وهى كسب مشروع، الهبة بإعطاء الشيىء الآن وليس بعد الوفاة أو فى الوصية وهى مشروعه وحلال ، ولابد أن نفرق بين الدخل عوض أم لا، وحلال أم حرام. فلابد أن نتأكد من أن المال حلال، فالمال هام جدا فى حياتنا ولكن لا يجب أن نحبه جدا ونحصل عليه أيا كانت الوسيلة أو الطريقة ، لابد من السعى والاجتهاد للحصول على الرزق ونعمل ما يجب عمله ونبتغى من فضل الله من طريق مشروع والابتعاد عن كل الطرق الغير مشروعه مثل: الرشوة ، والغش عند بيع المنتجات للكسب أكثر وبجشع ، ومع السعى حسن التوكل على الله ونلجأ إلى الله ونشكره على النعم لزيادة البركة “ولئن شكرتم لأزيدنكم”، وعلينا بالاستغفار وصلة الأرحام ورعاية الوالدين والإحسان إليهم ، وتقوى الله فى كل سلوكنا وتعاملاتنا بيننا وبين الله تزيد الإيمان والرزق وفتح أبواب الرزق من حيث لا نحتسب .

وتحدثت د. شيماء عماد عن فضل المال ودوره في تحقيق السعادة ، وأن المال من نعم الله العظيمة التي جعلها الله قواما لحياة المسلم ومتاعا من متع الدنيا ، به تعمر الأرض وتُقضى الحاجات وتُفرج الكُرَب ويسعى على مصالح المسلمين.

وأضافت: لقد جاء الإسلام بنظرة متميزة للمال ، تراعي طبيعة الإنسان المجبولة على محبة الطيبات من الرزق، ومصلحة المجتمع ككل ، ولذلك كان الكسب والإنفاق في المنظور الإسلامي لهما طابع تعبدي ، فيحث المسلم على تحصيله من الحلال وإنفاقه بما يرضي الله ، دون إفراط أو تفريط ، ليعيش حياة كريمة في الدنيا وينال رضا الله في الآخرة .

كما ذكرت أهمية عدم تخزين المواد الغذائية فى الثلاجه والمنزل والشراء على قدر إحتياجاتنا حتى لا نساهم فى ارتفاع الأسعار أو فساد هذه المواد والتخلص بإلقائها فى القمامة مما يعد إسرافا وضرر بمصلحة الأخرين وليس نفسك فقط فلا إسراف ولا تقتير ، والتقتير هو التقصير فى النفقة على أهل البيت .

من جانبها أوضحت د. سناء السيد ، أن الإسلام جعل المال زينة الحياة الدنيا ، وهو أداة إيجابية في خدمة البشرية دون غلو أو طغيان ، وكان من دعاء النبي “صلى الله عليه وسلم”: “اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر” وأيضا: “اللهم إني أسألك الهدى، والتقى والعفاف والغنى”. وأشارت إلى أن هناك مفاهيم مغلوطة متعلقة بقضية المال منها: أن الفقر مرتبط بمكارم الأخلاق ، وأنه كلما كنا أفقر كلما كنا أقرب إلى الله عز وجل، وأن والمال مفسد للنفوس ، ويوصف صاحبه بالتكبر والتجبر والكسب الحرام.

واختتمت بأن الفقر ليس عيبا ، الإسلام حثنا على السعى وطلب الرزق وليس كلما كان الإنسان فقيرا كان إسلامه صحيحا وقدره كبير فالحرص على الفقر يتعارض مع رسالة الإسلام ، وحفظ المال مقصد من مقاصد الشريعة، لذلك على الإنسان أن يسعى للحصول على المال وينفقه فى أبواب الخير ، فلابد أن نتعوز بالله من الفقر ونسأل الله الغنى والرزق الحلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى