أقلام القراء

اللعبة

  بقلم: هبة مسعود

دق جرس الباب، وسارعت الأم لفتح باب الشقة، واستلمت رسالة من إدارة مدرسة ابنها تخبرها بأنه قد تدهور مستواه الدراسي بعد أن كان من الأوائل وتخطى عدد مرات الغياب وننذره بالفصل. تعجبت الأم، وقررت أن تراقب ابنها. فكانت الأم كالعادة  تخرج إلى عملها، وأحبت أن تراقب ابنها للتأكد مما جاء بالرسالة، فبعد أن اطمأنت أن ابنها استيقظ من نومه وذهب إلى الحمام، قالت له بصوت مرتفع:

  • أنا نازلة يا حبيبي عايز حاجة؟

وعندما اطمأن الولد أن والدته خرجت من المنزل، جلس في حجرته يلعب لعبته التي تسببت في غيابه وإنذاره بالفصل. وفي تلك اللحظة، قررت أن تراقبه ولا تخرج من المنزل حتى تتأكد من خروجه، لكنها اكتشفت أنه يخدعها. ودخلت عليه الحجرة فجأة ورأته بملابس المدرسة جالسا تحت الغطاء وهو يلعب لعبته المفضلة (pubg).

غضبت الأم بشدة بسبب هذا الموقف المخادع وقررت أن تتمالك أعصابها وقالت له بشدة وحزم:

  • انت بقالك فترة ما بترحش المدرسة وده جواب فصلك من المدرسة، وإيه اللعبة اللي انت بتلعبها دي، وليه بتعمل فيا كده؟

شعر الولد بأن والدته أحرجته وكأنها سكبت على رأسه ماء بارد، وقال لها:

– بصراحة يا ماما أنا بحب اللعبة دي أوي وكمان بكسب من وراها فلوس!

قالت له: هو أنا مُقصرة معاك في حاجة؟

  • قال لها: أنا شايفك بتتعبي أوي وقلت أكسب فلوس تساعدني في المعيشة.

  • ملكش دعوة أنت المهم تنتبه لدروسك وأنا ربنا يقدرني أدبر لك كل مصاريفك، وسأسمح لك بإنك تلعب ساعة واحدة بس كل اليوم.

واحتضنته والدموع تسيل من عينيها. فلم يكن الأمر سهلاً لاحتواؤه لكنها استطاعت أن تحسم الأمر.

وفي اليوم التالي اصطحبت ابنها إلى المدرسة وتوجهت لغرفة المديرة وطلبت منها السماح لابنها، وأنها ستقوم بإحضاره كل يوم.

وفي هذه الأثناء تحاورت معه الإخصائية الاجتماعية وقامت بإشراكه في بعض الأنشطة المدرسية لكي يتخلص تدريجيًا من أثر تلك اللعبة اللعينة.

وظلت الأم في توصيله للمدرسة يوميا، حتى اطمأنت عليه وعاد إلى طبيعته وتفوقه الدراسي. وتصادف عند عودته من المدرسة يومًا ما وأخذ يتصفح موقع الفيسبوك فكانت الصدمة الكبرى بأن والدة صديقه المفضل قد نشرت خبر وفاته بسبب تلك اللعبة اللعينة، فقرر أن يغلق حسابه وينتبه لدروسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى