أدب وثقافة

القاص كامل الكعبي يكتب من العراق: بريق ضوء شتائي !!

في زمنٍ تتشظّىٰ رؤاهُ

وفي غفلةِ يومٍ

جالتْ فيهِ الريحُ العمياء

يصهلُ البردُ القارسُ أحجيةً

يعرفُ الدفءُ أسرارَها

ما هفا نجمُهُ لحفيفِ الرقاد

قدْ يئنُّ المطرُ

حينَ لا تنبتُ الأرضُ من عطشٍ

يولدُ منهُ نبعٌ

يصيرُ الماءُ مصبّات نهار

إذ لا يجرح الرملَ إلاّ الشحوب

عجباً كيفَ إلىٰ الآن

لمْ تتيبّسْ عروقهُ

ولَمْ يكتهلْ

وبهِ للصدىٰ وللتوهّجِ ألفُ اخضلال !؟

قَدْ لملمَ الدجىٰ صوتَهُ

أخفىٰ معازفَهُ في مخابئِ الرماد

وضجَّ حنيناً

مدافاً بالشجنِ المحتدم

وكذا النداءاتُ في القلبِ

أجنحةٌ تتوثّبُ حدّ الجنون

عليها بريقُ ضوءٍ

من ندىٰ الشروق

وغيمةٌ من نثارِ الغروب

لَمْ تعدْ تتوضأُ بالشمسِ

أو تتكحّلُ بخيوطها الناعسات

فإذا بالليالي الحزيناتِ

بحار عشقٍ

وعوالم من الشوق

يبحرُ فيها القلمُ

وتغنِّي الحروفُ الناسكاتُ

أجملَ ممّا فاحتْ بهِ السواقي

المندّاةُ عطراً

بطعمها المرّ الأشهىٰ

ثَمّةَ عيونٌ والهةٌ

قَدْ فتحَتْ كلَّ أحداقِها

لنداءِ الضياء

لنْ تصافح ليلَ الكآبات

في لحظةِ الهمِّ

أو تطأطِئ للبكاء.

===

 كَامل عبد الحُسين الكعبي

      العراق- بغداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى