جسور التعلّم (Learning Bridges) هي استراتيجيات تربوية تُستخدم لربط المعلومات أو المهارات الجديدة التي سيتعلمها الطالب بما لديه مسبقًا من معارف أو تجارب أو اهتمامات. وهي تهيئة عقل الطالب للفهم العميق وليس التلقين، وتُعد جزءًا من التعلم النشط والحديث.
ويمكن تعريفها بشكل مبسط بأنها: «جسر التعلّم هو أداة أو طريقة تربط بين ما يعرفه المتعلم مسبقًا، وما يحتاج أن يتعلمه لاحقًا».
الهدف من استخدام جسور التعلّم هو جعل الطالب شريكًا نشطًا في الدرس من خلال تحفيز التفكير النقدي، والتفكير التحليلي، والاستنتاج؛ وذلك من خلال الربط المنطقي بين المعارف القديمة والجديدة وتقليل الفجوة بينهم، ودعم الانتقال السلس بين المفاهيم، حتى نضمن تعزيز الاستيعاب والفهم للمعرفة الجديدة، وجعل الدرس أكثر واقعية وقابلية للتطبيق.
أنواع جسور التعلم:
جسور تعلم معرفية، وهي الجسور التي تربط بين مفاهيم سابقة وجديدة.
جسور عقلية: وهي الجسور التي تثير التفكير والتأمل.
جسور حياتية: وهي التي تربط الدرس بحياة الطالب من خلال المواقف الحياتية.
جسور بصرية: تستخدم فيها صور أو فيديوهات.
جسور اجتماعية: وهي الجسور التي تشجع العمل الجماعي أو النقاش.
إذا كنت معلمًا أو مدربًا وتود تطبيق جسور التعلّم، فأنت لا تحتاج أن يكون الجسر معقدًا.. أحيانًا سؤال بسيط من واقع الطالب قد يفتح باب الفهم ويشعل حماس الدرس بأكمله. إليك بعض الأدوات البسيطة التي يمكن استخدامها كـ«جسور تعلم»:
الأسئلة الاستهلالية (مثل: ماذا تعرف عن…؟).
القصص أو التجارب الواقعية.
الخرائط الذهنية.
العروض التقديمية التي تربط القديم بالجديد.
التعلم القائم على المشروع.
ويمكن تكوين جسر تعلم ناجح، وفعال من خلال الخطوات التالية:
تحديد الفكرة الرئيسة للدرس.
تحفيز الانتباه، وتعزيز الفهم: من خلال طرح سؤال أو موقف أو نشاط بسيط أو صورة أو موقف واقعي، أو قصة يستخدمه المعلم كنقطة انطلاق نحو المفهوم الجديد.
ربط معرفي، وتمهيد منطقي: من خلال بناء جسر مفاهيمي يقود إلى الدرس الجديد، من خلال استدعاء المعلومات السابقة ذات الصلة، ويمكن ذلك من خلال البحث عن نقطة ربط حياتية أو معرفية قريبة من الطلاب.
المعلم المبدع لا يبدأ من الدرس بل يبدأ من عقل الطالب، ويبني جسراً يصل بين الاثنين. حين نُحسن بناء الجسر فإن الطالب يصل إلى المعني قبل أن يصل إلى المعلومة، ويعبر بثقة من عالمه الصغير نحو المعرفة.
جسور التعلّم ليست خطوة إضافية.. بل هي الخطوة التي تجعل كل شيء بعدها ممكناً، ليست مجرد تمهيد للدرس، بل هي المفاتيح التي تفتح أبواب الفهم، وتحوّل المعرفة من مفاهيم جامدة إلى تجارب حية في ذهن المتعلم.