💠= يُعدّ الدكتور صالح أحمد البرص، واحداً من أبرز الفنانين التشكيليين المصريين والعرب، الذين اختاروا المدرسة السريالية، كمسار إبداعي، مستلهماً عبقرية الفنان الشامل «سلفادور دالي»، ليس كمقلّد، بل كمجدد ومطور، حافظ على جوهر هذه المدرسة الصعبة، بينما أضاف إليها بصمته الشخصية.
____________________
إعداد وإشراف:
د.محمود عبد الكريم عزالدين
____________________
💠= التأثر بسلفادور دالي: يعتبر «دالي» المؤثر الأول في توجه الدكتور «البرص» الفني، إذ استلهم منه تكنيكات دقيقة وصعبة التنفيذ، تجمع بين الصرامة التكوينية، والجرأة في معالجة الكتلة والفراغ.
💠= الإضافة الشخصية: لم يكتفِ الدكتور صالح البرص بمسألة الاستلهام، بل قدّم خصوصية في السريالية، من خلال ربطها بالتحليل النفسي للشخصيات، حيث يبدأ برصد معاناتها الداخلية ثم إسقاطها بصرياً على اللوحة.
💠= السمات المميزة لأعمال الدكتور صالح البرص:
(1)- التحليل النفسي البصري: قراءة الشخصيات من الداخل إلى الخارج، وإبراز اضطراباتها وأحلامها المفزعة، بأسلوب يقترب من الدادائية.. مع منح اللوحة طابعاً أشبه بصور مجهرية للمشاعر والهواجس الإنسانية.
(2)- ثقافة الإسكتش: يولي الفنان التشكيلي صالح البرص اهتماماً بالغاً بالإسكتش باعتباره اختباراً حقيقياً لمهارة الفنان.. ويرى أن القدرة على الرسم الفوري من الذاكرة أو الطبيعة هي ما يميز «الفنان الحقيقي»، عن «صانع الفن».. وفي هذا الصدد، يسخر الدكتور صالح البرص من المدّعين الذين يعجزون عن رسم شكل بسيط بشكل مباشر أمام الجمهور.
(3)- النسب الطبيعية والتشخيص الواقعي: يؤكد الفنان التشكيلي الدكتور صالح البرص على أهمية تحقيق النسب الصحيحة في الشخوص والمفردات الفنية.
ويرفض الرجل النقل الميكانيكي من الصور، مفضلاً الدراسة المباشرة من الطبيعة الحية.
(4)- موقفه من الفن الزائف: ينتقد الفنان صالح البرص من يخلط بين الرسم من الصور والرسم من الطبيعة دون وعي.
ويرى أن الاعتماد على الصور المنقولة يعكس ضعفاً في المهارة وغياباً للإبداع الحقيقي.
💠= الفلسفة والموقف الشخصي:
• يعتز الدكتور صالح البرص بسيرته الذاتية، وإنجازاته الفنية التي تحققت رغم الصعاب، ويعتبرها قلعة منيعة حارسها الله.
وهو لا يبالي بالحسد أو المؤامرات، ويرى أن الفن الحقيقي يعلو فوق محاولات التشويه.. كما أنه يكنّ الاحترام لمحبي الفن الصادق، ويرفض بشدة من يسيئون للفن التشكيلي عبر التزييف والادعاء.
💠= خلاصة القول أن الدكتور صالح أحمد البرص، يمثل نموذجاً للفنان السريالي العربي، الذي جمع بين صرامة التكنيك، وعمق الرؤية النفسية، والالتزام بالقيم الأكاديمية للفن التشكيلي.. وهو فنان يؤمن بأن الإبداع الحقيقي يبدأ من الموهبة الفطرية، الممزوجة بالدراسة الصادقة، وينتهي بعمل فني نابض بالحياة، صادق في إحساسه، وأصيل في جذوره.
