ملفات

التخصيص في التعليم   (Personalized Learning)

إعداد: د. شيماء قنديل 

التخصيص في التعليم   (Personalized Learning) يقصد به العملية التعليمية التي يتم تصمَّيمها بما يتناسب مع احتياجات كل متعلّم على حدة، بدلاً من اتباع أسلوب واحد موحّد للجميع. أي أن المتعلم يحصل على تجربة تعليمية تراعي قدراته الفردية: مثل سرعة الاستيعاب، نقاط القوة والضعف، اهتماماته: مثلاً طالب يحب العلوم التطبيقية يتلقى أمثلة مرتبطة بالفيزياء أو الكيمياء أكثر من غيرها، أهدافه الشخصية: مثل التركيز على مهارات سوق العمل أو تطوير مهارات معينة لمرحلة دراسية لاحقة.

أشكال التخصيص في التعليم

تخصيص المحتوى: وهو يعني تعديل المناهج لتلائم مستوى الطالب، مثل إعطاء مسائل أبسط للطلاب المبتدئين وأخرى أكثر تعقيدًا للمتقدمين.

تخصيص وتيرة التعلّم: كل طالب يتعلم بالسرعة التي تناسبه؛ بعضهم يحتاج وقتًا أطول لمفهوم معين، وآخرون يتجاوزونه بسرعة.

تخصيص طرق التعلّم: طالب يتعلم بشكل أفضل عبر الفيديوهات، آخر يحب التعلّم العملي بالتجارب، ثالث يستفيد أكثر من المناقشات الجماعية.

استخدام التكنولوجيا: منصات مثل Classera أو Google Classroom أو حتى تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت تساعد على متابعة تقدّم كل طالب وتقديم محتوى مناسب له.

هل يختلف مفهوم تخصيص التعليم عن مفهوم تفريد التعليم؟ 

يتقارب مفهوم التخصيص في التعليم Personalized Learning من مفهوم تفريد التعليم Individualized Instruction، في المعني، ولكن بينهما فروق بسيطة، وهي:

أولاً: تفريد التعليم Individualized Instruction: يكون التركيز يكون على محتوى التعليم، كل طالب يتلقى نفس الأهداف التعليمية، لكن بسرعة مختلفة أو بطرق شرح متنوعة.

مثال: في صف الرياضيات، جميع الطلاب يتعلمون الكسور، لكن الطالب البطيء يأخذ وقتًا أطول بمساعدة إضافية، بينما الطالب المتفوق ينجز أسرع.

ثانياً: التخصيص في التعليم Personalized Learning: يكون المفهوم أوسع وأحدث، لا يقتصر فقط على السرعة أو الأسلوب، بل يشمل: اختيار الأهداف نفسها (الطالب قد يختار مسارًا مختلفًا يناسب اهتماماته). طرق التعلم (بعض الطلاب يتعلمون عبر الفيديو، آخرون عبر التجارب العملية). الأنشطة والمشاريع (تصميم مشاريع مرتبطة باهتمامات الطالب).

مثال: في مشروع العلوم، طالب مهتم بالبيئة قد يختار موضوع «إعادة التدوير»، وآخر مهتم بالتقنية يختار «الطاقة الشمسية».

فوائد التخصيص في التعليم:

زيادة الدافعية والحماس: الطالب يشعر أن المحتوى مصمم له شخصيًا، فيتفاعل أكثر.

تحسين الفهم والاستيعاب: لأن الطالب يتعلم بالسرعة والطريقة التي تناسبه، فيستوعب المعلومات بشكل أعمق.

تقليل الفجوات بين الطلاب: التخصيص يساعد الضعفاء على اللحاق بالركب، ويتيح للمتفوقين التقدم أكثر دون قيود.

تعزيز الاستقلالية والاعتماد على النفس: الطالب يصبح مسؤولاً عن تعلمه، ويطور مهارات البحث وحل المشكلات.

رفع نسبة النجاح وتقليل التسرب الدراسي: لأن كل طالب يحصل على دعم يناسبه، تقل احتمالية أن يشعر بالإحباط أو يترك الدراسة.

التخصيص في التعليم هو جسر يربط بين احتياجات كل متعلّم وأهداف المنهج، ليجعل العملية التعليمية أكثر عدلاً وفاعلية، ويمكّن الطلاب من التعلم وفق قدراتهم واهتماماتهم، فيتحول التعليم من مجرد تلقين إلى تجربة شخصية محفّزة ومثمرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى