كتبت- نيللي النحاس:
سلط استشاري أمراض النساء والتوليد الدكتور رأفت عبد التواب الضوء على أهم التغيرات الفسيولوجية في حياة الفتيات، مبينا أن بدء الحيض (Menarche) يعد أحد أهم الأحداث الفسيولوجية في حياة الفتاة، فهو يمثل الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ واكتمال القدرة البيولوجية على التكاثر.
أشار الدكتور رأفت إلى أن فهم هذا الحدث بصورة صحيحة، يساعد الأمهات والفتيات على التعامل مع التغيرات الجسمانية والنفسية التي ترافقه، ويقلل من القلق الناتج عن التوقعات أو المعلومات غير الدقيقة.
وفي هذا التقرير يتم استعراض أهم الجوانب العلمية المتعلقة ببدء الحيض، اعتمادا على خبرات ونصائح د. رأفت عبد التواب.
أولاً: تعريف الـ Menarche
Menarche هو مصطلح طبي يُستخدم للدلالة على أول دورة شهرية تحدث للفتاة، وهو مؤشر واضح على نضج الجهاز التناسلي وبدء القدرة البيولوجية على الحمل.
عادة يحدث هذا الحدث بعد نحو عامين من بداية ظهور نمو الثدي وبقية علامات البلوغ، مثل نمو شعر الجسم، وزيادة الطول السريعة.
ثانياً: العمر الطبيعي لحدوث الحيض الأول
يحدث الحيض الأول في العمر الطبيعي التالي:
9–15 سنة: وهو النطاق الطبيعي.
متوسط العمر: 12–13 سنة.
قبل 8 سنوات: يعتبر بلوغا مبكراً ويحتاج تقييماً طبياً.
بعد 15 سنة دون حدوث الحيض: يعتبر بلوغا متأخرا ويستدعي الفحص لمعرفة الأسباب.
ومن المهم التأكيد أن التفاوت بين الفتيات طبيعي جداً، ولا يشير بالضرورة إلى وجود مشكلة صحية.
ثالثاً: العوامل المؤثرة في توقيت الحيض
حدوث الحيض لأول مرة لا يعتمد على عامل واحد فقط، بل هو نتيجة تفاعل مجموعة من العوامل:
1. العوامل الوراثية
يشيع أن يكون عمر بدء الحيض متشابهاً داخل العائلة؛ فإذا تأخر عند الأم، غالباً يحدث بنفس النمط لدى الابنة.
2. التغذية ووزن الجسم
السمنة قد تُسرع حدوث البلوغ بسبب زيادة هرمون الإستروجين الناتج عن الخلايا الدهنية.
النحافة الشديدة أو سوء التغذية قد تؤخر نمو الجهاز التناسلي وبالتالي تؤخر الحيض.
3. الحالة الصحية العامة
الأمراض المزمنة مثل أمراض الكلى أو الجهاز الهضمي أو اضطرابات الغدد قد تؤخر حدوث الحيض الأول.
4. العوامل البيئية والنفسية
التوتر المستمر أو التجارب النفسية الصعبة قد تؤثر على انتظام الهرمونات.
البيئة الأسرية المستقرة تساعد على نمو طبيعي ومتوازن.
رابعاً: الأعراض والعلامات المصاحبة للحيض الأول
مع بداية حدوث الـ Menarche تظهر بعض الأعراض التي تعد طبيعية ومتوقعة:
– نزول دم من المهبل لمدة تتراوح بين 3–7 أيام.
– آلام بسيطة في أسفل البطن أو الظهر نتيجة تقلصات الرحم.
– اضطراب في مواعيد الدورة الشهرية خلال السنة أو السنتين الأوليين، وذلك لأن المحور الهرموني المسؤول عن تنظيم الدورة يكون في مرحلة النضج.
– تحتاج الفتاة خلال هذه الفترة إلى الدعم النفسي والتوعية الصحيحة لتفهم طبيعة جسمها وتتعامل مع الدورة الشهرية دون قلق.
خامساً: نصائح موجهة للأمهات والفتيات
1. التثقيف المبكر:
من المهم شرح مفهوم الدورة الشهرية للفتاة قبل حدوثها لتجنب الخوف أو الارتباك.
2. الاهتمام بالتغذية السليمة:
التوازن بين البروتينات والفيتامينات والمعادن ضروري لنمو صحي سليم.
3. متابعة أي تأخر أو تقدم غير طبيعي:
في حال حدوث الحيض قبل 8 سنوات أو تأخره بعد 15 سنة يُنصح بزيارة طبيب النساء أو الأطفال.
4. التعامل مع الألم بصورة صحيحة:
يمكن استخدام كمادات دافئة أو مسكنات خفيفة عند الحاجة وتحت إشراف طبي.
5. مراعاة الجانب النفسي:
الطمأنة والحوار الهادئ يساعدان الفتاة على الثقة بنفسها وتقبل التغيرات الطبيعية في جسدها.
6. تعليم قواعد النظافة الشخصية:
استخدام الفوط الصحية المناسبة وتغييرها بانتظام يمنع الالتهابات ويحافظ على الصحة.
والخلاصة أن بدء الحيض يمثل مرحلة مهمة في حياة الفتاة، ولا بد من النظر إليه باعتباره تطورا فسيولوجيا طبيعيا وليس حدثا مقلقا.. مع الوضع بالاعتبار أن المعرفة العلمية الصحيحة والمتابعة الطبية عند الحاجة تسهمان في اكتساب الفتيات وعائلاتهن الطمأنينة اللازمة، وتساعد في الانتقال الصحي نحو مرحلة البلوغ.
وتأتي نصائح د. رأفت عبد التواب كدليل مبسط يهدف إلى تعزيز الوعي الصحي لدى السيدات والفتيات، وتحسين جودة الحياة في هذه المرحلة الدقيقة.