أدب وثقافة

حلول «جوهرية» في مواجهة دعاة تيار الاستلاب للصهيونية

ندوة «دفاعاً عن القدس» في أتيليه القاهرة: حاتم الجوهري هو أكثر باحثي الجيل اهتماما بالذات العربية

شهدت الندوة التي عقدها أتيليه القاهرة يوم الثلاثاء الأسبوع الماضي لمناقشة كتاب دفاعا عن القدس وهوية الذات العربية»، الصادر عن دار إضاءات بالقاهرة بحضور مؤلفه حاتم الجوهري، زخما كبيرا بحضور عدد كبير من المهتمين خاصة في ظل الحرب البربرية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ردا على عملية طوفان الأقصى، حيث أدارت الندوة سونيا عباس مسئولة اللجنة الثقافية في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بالقاهرة.

وفي الندوة قال الدكتور محمد السيد إسماعيل الناقد والأكاديمي أحد المشاركين الرئيسيين في مناقشة الكتاب على المنصة؛ إن حاتم الجوهري هو أكثر باحثي هذا الجيل اهتماما بالذات العربية، وأنه يملك سيرة ذاتية عريضة في هذا المجال.

وقال إن الكتاب قدم له شخصيا مجموعة من الحلول في مواجهة دعاة تيار الاستلاب للصهيونية، كما سماهم العنوان الفرعي للكتاب بعنوان: «نقد خطاب الاستلاب العربي للصهيونية في ظل صفقة القرن والاتفاقيات الإبراهيمية والمروجين العرب لهما».

وقال إن الجوهري استطاع الرد بذكاء وموضوعية منطقية على ادعاءات يوسف زيدان بخصوص المسجد الأقصى، خاصة عند تأسيسه لبيان الفرق بين البناء وتبدل أحواله عبر الزمن وبين الأرض موضع القداسة نفسها.

وفي اللقاء نفسه كان المهندس أحمد بهاء الدين شعبان السياسي والباحث والكاتب المعروف في مجال الصراع العربي الصهيوني، قد استهل حديث المنصة مشيدا بالكتاب الذي صدر في مايو من هذا العام وكأنه كان يتوقع الصدام الراهن بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال.

وقال إن موضوع الكتاب هو موضع اللحظة وأن من أبرز من قدمته الدراسة هو تفريقها الواضح بين مفهوم التطبيع القديم ومفهوم الاستلاب للصهيونية الحديث والمعاصر، حيث أوضح أن الدراسة ربطته بفترة دونالد ترامب وإعلانه عن صفقة القرن ونقل عاصمة أمريكا إلى في “إسرائيل” إلى مدينة القدس العربية المحتلة.

وأورد عدة استشهادات من داخل الكتاب تبرز الفرق بين الاستلاب للصهيونية وما يجري في ظل الاتفاقيات الإبراهمية، وبين التطبيع القديم ومجاله ونطاقه.

وقال الدكتور خالد عبد الغني الباحث المتخصص في علم النفس؛ إن الكتاب يطرح مفهوما دالا في علم النفس السياسي والثقافي، وهو مفهوم “الاستلاب للآخر” الحضاري الذي تمثله الصهيونية ودولة الاحتلال ومن خلفها الغرب، وان المؤلف يملك مشروعا موازيا لتفكيك خطاب الاستلاب والاتفاقيات الإبراهيمية، وهو مشروع المشترك الثقافي العربي الذي طرح مجالا علميا جديدا هو الدراسات الثقافية العربية المقارنة؛ الذي قدم حتى الآن عدة مؤتمرات وفعاليات مهمة، آخرها “مؤتمر المشترك الحضاري بين مصر والعراق.. حضارات الموجة الأولى في عالم جديد”، والذي كان مقررا أن يعقد نهاية ديسمبر الجاري وتم تأجيله بسبب العدوان على أهلنا في فلسطين.

وشهدت الندوة مداخلات قوية تفاعلت مع الكتاب؛ منها مداخلة السفير الليبي السابق عمر الحامدي الذي تحدث عن أهمية الكتاب ودوره في الدفاع عن الذات العربية وأهميته في هذه اللحظة التاريخية في بناء مشترك عربي جامع.

كما تحدث الدكتور أيمن السيسي الباحث المتخصص ونائب رئيس تحرير جريدة الأهرام، معتبرا أن حاتم الجوهري من الباحثين القلائل الذين استطاعوا في الكتاب وفي مقالاته المنشورة، رسم الصورة الواضحة لكثير من الأحداث الجارية وتوقع مآلاتها.

• والمعروف أن حاتم الجوهرى مؤلف الكتاب هو أستاذ الدراسات الثقافية المنتدب بالجامعات المصرية، والمشرف على المركز العلمي للترجمة بوزارة الثقافة المصرية، وأنه حصل على جائزة الدولة في العلوم الاجتماعية وجائزة ساويرس في النقد الأدبي، ووصل للقائمة القصيرة لجائزة المركز القومي للترجمة، كما أن له العديد من الكتابات المؤلفات في مجال الظاهرة الحضارية وتدافعاتها في القرن الحادي والعشرين، والبدائل الممكنة لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى