مقالات

سارة حماد تكتب: حكاية فتى مصري أذهلت العالم!!

يحكى أن لاعبا ناشئا من إحدى القرى المصرية البسيطة ..ينتمي لأسرة متوسطة الحال كغالبية أبناء قريته ..وكان يهوى الكرة ويسافر من قريته في أوقات الحر الشديد وأوقات المطر العنيف وملابس بسيطة مصروف قليل وطرق وعرة وشمس حارقة.. ثم كان يذهب للتمرين بحذاء شبه بال، وتغذية ليست الأمثل.

كان في سن صغيرة يتدرب ويتدرب ويلعب ويلعب.. مرة ينصف بحقه من الأجهزة الفنية ومرات لا …وكان بعض الأوقات يجالس حارس النادي في حجرته الصغيرة حتى تهدأ عاصفة أو يمر زحام..

يتناول طعاما بسيطا أحيانا غير قليلة؛ يكون كشرى بالشطة الكثيرة ..حتى يسد رمقه ويبتعد بين فترات جوعه ..ثم ينتقل عبر عدة مواصلات لا يجد الراحة في أغلبها بسبب صغر سنه وحجمه ولأنه وحده لا يمنحه أحد الاكتراث به كونه طفلا بسيطا ..ويعود للبيت يقوم بعمل واجبه المدرسي وينام من شدة الإرهاق ليعاود الكرة مرات ومرات.

وسط كل هذا الإرهاق والتصميم يلعب مرة أو مرات ويكرم ابن فلان أو علان عادى كحال ناشئين كثر في المحروسة ..لكن الفتى صاحب الشعر الأجعد لا ييأس مطلقا ويتمسك بالأمل حتى أنه رفض من أحد أندية قطبي الكرة المصرية فاستمر علي حاله.

ثم تأتي الفرصة مع أحد أندية سويسرا ويشاء الله تعويض الفتى فإختير للعب هناك.. ويتألق أمام تشيلسي ويتعاقد معه وسط اندهاش وذهول وللأسف يتكرر الظلم له لكن الله لا يترك أحبته ولا غير أحبته أيضا.

كان لديه مدير أعمال شديد الذكاء وذا جرأة في التفكير، ليقنعه بالدورى الإيطالي وفريق في منتصف ترتيب الفرق الممتازة ويلعب الفتى ويصول ويجول بعد ركود عام كامل ومنه إلي روما ويستمر التألق والتعايش.. ومن روما إلى بريطانيا مرة أخرى ولكن ليس من الأبواب الصغيرة بل من أحد أكبر الأبواب «ليفربول»، لتبدأ ملحمة صادقة في استغلال الفرص وتوسيع الفهم وتنمية القدرات حتى أنه حقق لفريقه الإنجليزي ما فاق حدود ما حققه له لاعبون آخرون.

نسيت أن أخبركم أن اللاعب لم يتركه كتابه المقدس «القرآن»، ولم يترك حب عمره منذ نعومة أظافره ولم يتخل عن هويته حتى في أسماء ربيباته ثم يهاجم اليوم لأنها لم يحقق الصورة الرعداء التى يرغبها الترند ..لم يذهب بنفسه لفلسطين فلربما ذهب بماله من إدراك ؟

يحتفل مع مرضى عضال في انجلترا بزينة عيد الميلاد المجيد ليس عيد المسلمين لكنه نبينا الذي نؤمن به ..وتقديرا للدولة التي منحته بالفعل ما يستحق.. لكن هذا لا يعجب هواة المخادعة والمبالغة ..فأعلنوا الحرب علي فتى لو ترك كما بدأ ما كان يلتفت إليه أحد كما هو حال مواهب عدة تدفن بالعمد لتعتلى مكانته أنصاف المواهب أولاد فلان أو أخوه علان أو من يستخرج منهم الفائدة التمام (السمسرة) !!

..لكن محمد صلاح ليس واحدا من هؤلاء أما يفعل ما نريد بالرغم من أننا لا فضل لنا فيما وصل إليه مطلقا أو نقيم التعازي علي كرامته التى لا يخدشها شيء سوي تصوراتنا التى تحب الخداع والادعاء والمظهرية

..هذه كلمة حق في حب محمد صلاح وتذكرة، لعلكم تعتبرون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى