ملفات

التربية العلمية للأطفال (إعداد: د.شيماء قنديل- مصر)

تشكِّل السنوات الأولى في حياة الطفل، الفترة الأكثر تطوراً، والأكثر ضعفاً، فالطّفل منذ حداثة سنّه، يتعرض إلى سيل دافق من المعلومات يختلط فيها الصّالح بالطّالح ، ورفيع القيمة بعديمها، دون اعتمادٍ لمبادئ الانتقاء والتّدرّج اللاّزمة، ودون مراعاةٍ لقدرته على الاستيعاب ولخصوصيّة كلّ مرحلة من مراحل نموّه الجسديّ والعقليّ والعاطفيّ، فتكون النّتيجة فوضى عارمة في ذهنه سرعان ما تنعكس على قدراته، فيتأثّر أداؤه ويضطرب سلوكه وتتقلّص كفايته.

فإذا كان الطفل محاطاً بالتأثيرات الداعمة، والإيجابية فمن المرجح أن يكون قادراً على الصمود والازدهار في حياته؛ لذلك من الضروري الاهتمام بموضوع التربية العلمية السليمة للطفل منذ الصغر حتّى يعتاد عليها ويكبر معها.

إن المساعدة في ترسيخ حب العلم في سن مبكرة مفيدة من نواح عديدة فهو يعزز الرغبة في الاستكشاف والتجربة، ويساعد علي تطوير مهارات التحليل وحل المشكلات؛ إذ يغذي فهم السبب والنتيجة، والتجربة والخطأ، كما يساعد علي تطوير فهم العالم، ويدعم تطوير مهارات الاتصال والتعاون، فضلاً عن أنه يوسع قائمة المفردات التي يعرفها الطفل.

ينجذب الأطفال الصغار بشكل طبيعي إلي الأنشطة العلمية التي غالباً ما تكون عملية، وأحياناً فوضوية، وتؤدي إلي الكثير من المناقشات، وحث الأطفال علي التفكير فيما يحدث، ولماذا يحدث بهذه الطريقة، وكيف يمكن أن يساعدنا ذلك؟ .

تُعرف التربية العلمية للأطفال على أنها تربية تهدف إلى تعزيز الفضول، والاستكشاف، والتحليل والتفكير النقدي لدى الأطفال، وتشجيعهم على الاستفادة من العلوم والتكنولوجيا في حياتهم اليومية.

وتتضمن أسس التربية العلمية للأطفال عديد النقاط المهمة، والتي تأسست عليها، مثل:

توفير بيئة تعليمية تشجع الطفل على الاستكشاف والتجربة، والتفكير الإبداعي، والمنطقي.

تشجيع الطفل على الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا ومدى تأثيرهما على الحياة اليومية، وتعليمهم كيفية استخدام العلوم والتكنولوجيا لتحقيق أهدافهم، تعزيز الاستخدام الآمن للتكنولوجيا، وتعليم الأطفال كيفية استخدامها بشكل صحيح وآمن.

التركيز على التعلم من خلال ممارسة الطفل وتشجيعه على الاهتمام، والاكتشاف، والاستمتاع بعملية التعلم.

تعليم الأسس الأساسية للعلوم بطريقة شيقة ومبسطة تناسب الأطفال، وتشجيعهم على استخدام المفاهيم المكتسبة في حياتهم اليومية وفي مجال دراستهم؛ حيث أن ربط المفاهيم العلمية بمواقف الحياة الواقعية يمكن أن يساعد الأطفال على فهم أهمية العلم وأهميته.

تعزيز الاستقلالية والمسؤولية لدى الأطفال، وتشجيعهم على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الصحيحة.

تعزيز القيم الأخلاقية، وتعليمهم القيم الأساسية مثل الصدق والاحترام والتسامح.

تعزيز الاهتمام بالبيئة، وتعليم الأطفال كيفية الحفاظ على البيئة والاستدامة.

ومن الأساليب الشائعة في التربية العلمية، وتعليم العلوم للأطفال:

«تعليم الطبيعة»، والذي يعني التعلم من خلال تجارب وأنشطة الحياة الواقعية، وقد ثبت أن له فوائد عديدة للمتعلمين الصغار، منها:

تحسين الأداء الأكاديمي: تبين أن الأطفال الذين يشاركون في التعليم القائم على الطبيعة يحققون أداءً أكاديميًا أفضل، خاصة في موضوعات مثل العلوم والرياضيات وفنون اللغة.

زيادة النشاط البدني: غالبًا ما يشتمل تعليم الطبيعة على الأنشطة الخارجية والاستكشاف، مما يزيد من حيوية الطفل، وزيادة نشاطه البدني.

 «التعلم بالاستكشاف»، التربية على الاستكشاف والتجربة من خلال المشاهدة والتعامل مع الأشياء والظواهر الطبيعية، وإشراك الأطفال في الأنشطة والتجارب العملية يمكن أن يساعدهم على فهم المفاهيم العلمية بشكل أفضل.. كما أنه يساعدهم على تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات.

«التجارب العملية»: إن إشراك الأطفال في تجارب بسيطة مثل: ثوران بركان، أو زراعة بذور يمكن أن يجعل العلوم ممتعة ومثيرة.

 «المشاريع العلمية»: وهو تشجيع الأطفال على البحث، وإنشاء المشاريع العلمية الخاصة بهم حول المواضيع التي تهمهم.

«التعلم التفاعلي»: استخدم أدوات التعلم التفاعلية مثل: الألعاب والألغاز، والمحاكاة الافتراضية لجعل تعلم العلوم أكثر جاذبية.

كما يمكن أن يساعد استخدام مقاطع الفيديو والصور والبرامج التفاعلية في جعل دروس العلوم أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام للأطفال.

«الرحلات الميدانية»: قم بتنظيم رحلات ميدانية إلى مراكز العلوم المحلية أو المتاحف أو المحميات الطبيعية لمنح الأطفال فرصة للاستكشاف والتعلم في بيئة واقعية.

 «الأندية العلمية»: يقوم النادي العلمي بجسر التعلم داخل المدرسة وخارجها وتعزيز تنمية المهارات، مثل التجريب والتفكير النقدي وحل المشكلات، من خلال منح الطلاب بيئة داعمة لاستكشاف العلوم.

إن الهدف الرئيس للتربية العلمية هو مساعدة الأطفال على بناء أساس قوي في مفاهيم العلوم، وتنمية فضولهم، وتقديرهم للعالم الطبيعي، مما يساهم في تقديم فرد ومواطن صالح يستطيع العيش في المجتمع والبيئة، يتأثر بها ويؤثر فيها بالإيجاب وليس بالسلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى