من المؤسف أن يتم هدم مسجد الحلبى أهم المعالم الأثرية والتاريخية بمدينة إدفينا مركز رشيد محافظة البحيرة، تحت رعاية وزارة السياحة والآثار، في ظل تجاهل تام للمواثيق والمنظمات الدولية المنوط لها الحفاظ علي المباني الأثرية والتراثية من الاندثار.
ويعتبر مسجد الحلبي من الآثار التى تنتمى للعصر العثماني، علمًا بأن المواثيق الدولية للحفاظ على الآثار والتراث تجرم هدم الأثر؛ لأن إعادة بنائه يعتبر إزالة للأثر وخصوصا المئذنة والقبة الأثرية والتاريخية الفريدة من نوعها.
وقد نص ميثاق فينسيا وأثينا وميثاق نارا على أن الأثر يتم التعامل معه على حالته فإذا كانت المئذنة بها ميول فيتم إزالة الجزء المائل ولا يتم إزالة المئذنة والقبة، كما قامت به وزارة السياحة والآثار.
لذلك نهيب بمنظمة اليونسكو والمنظمات الدولية المهتمة بالحفاظ على الآثار أن توقف أعمال الهدم لأنه تم هدم جزء كبير من المئذنة والقبة الأثرية.. وأن يتم التعامل مع الأثر على حالته بالحفاظ عليه، ويتم ترميمه طبقا للأسس والمواثيق الدولية في الحفاظ علي الآثار.
وترجع تسمية المسجد الحلبي ومئذنته إلى (الشيخ عبد الرحمن الحلبي)، والذي ولد بحلب وتفقه بحلب ثم القاهرة، وتولى القضاء بمنطقة البحيرة.. وقد استقر به المقام في إدفينا التي عاش ومات ودفن في ترابها فبنى له أهلها هذا المسجد عام 1858 وقد عثرت هيئة الآثار المصرية بمسجد الحلبى على ربعة من القرآن الكريم تم نسخها عام 919 هجرية.
ويرجع تاريخ هذا المسجد إلى العصر العثمانى الذي امتازت عمائره وخاصة الدينية منها ببناء سقوفها على شكل قباب صغيرة، وكان سقف مسجد الحلبى عبارة عن أنصاف قباب ثم استبدلت بالقباب عقود.
وتوضح الصور عمليات هدم أجزاء من المئذنة والتى تخرجه من أثريته.. ورغم أن وزارة السياحة والآثار كل يوم تقوم باكتشافات أثرية ضخمة، إلا أنها لاتستطيع ان تحافظ علي ما لديها من آثار ذات قيمة حضارية فريدة.
زر الذهاب إلى الأعلى