لم أكن أشعر بأي نوع من الأمان مع هذا الرجل؛ فقد كان يفتقد أدنى مبادئ الإنسانية، ويفتقر لكل أسس وأبجديات الرومانسية.. صدقوني لا أعرف ولا أستطيع أن أتصور أو أتخيل، كيف أنجبتُ منه أربعة أولاد، وأنا لم أكن أطيق مجرد النظر في (سِحنته).. كان مثل ثور هائج، يغضب من دون مبرر، و(يتعفرت) لأتفه الأسباب.. وإجمالا؛ حينما تأتيه النوبة، ينهال عليّ ضربًا وركلًا، فلا أفيق إلا والدماء تنزف من رأسي ووجهي.
هكذا أسرَّت إليّ عاملة بسيطة بإحدى المدارس، مؤكدة لي أنه عندما يحدث عدم شعور بالأمان في العلاقة الزوجية، فهذا ناقوس خطر وجرس يُنذر الزوجين بأن رباطهما المقدس مهدد بالانهيار، حيث أن العلاقة السليمة هي التي تنمو وتترعرع في جو يسوده الوئام والأمن والأمان والاستقرار، ولا توجد فيه أي مساحة للشكوك والتخوين والتساؤلات.
باختصار قلت لها- وفق ما يؤكده المختصون- أنه لكي يتجنب الزوجان الوقوع في عدم الشعور بالأمان في زواجهما، عليهما أولا معرفة الأسباب التي تؤدي إلى عدم الشعور بالأمان حتى يستطيعا تفاديها، ومن بين هذه الأسباب انعدام الثقة.
فالمؤكد أن الثقة من أهم جوانب إقامة علاقة زوجية ناجحة؛ فثقة الزوجين في بعضهما هي أساس إحساسهما بالأمان، وهذه الثقة- كما يبين المختصون- لا يمكن أن تُكتسب بسهولة؛ فالأمر يحتاج وقتًا طويلًا… وتحدث المشكلة عندما تهتز هذه الثقة بين الزوجين، ويبدأ شعورهما بعدم الأمان، وللحفاظ على الثقة يجب التحلّي بالصدق دائما بين الزوجين، وكذلك تجنب ارتكاب وتكرار المواقف التي تزعزع الثقة.
وهناك أيضا الغيرة الزائدة؛ فهي من أهم أسباب انعدام الشعور بالأمان في الزواج.. صحيح أن الغيرة دليل الحب، ولكن إذا زادت عن حدها الطبيعي تحولت إلى شك يُدمر صاحبه، ويهدم جدران العلاقة الزوجية بأكملها؛ ولذلك يجب أن تبقى الغيرة في نطاقها المحدود والمعقول؛ حتى يتجنب الزوجان الشعور بعدم الأمان وبالتالي يستمتعان بحياتهما بين جُدران مسكنهما ووسط أولادهما.
أيضا هناك عدم التكافؤ بين مؤلات الزوجين، وكذلك اختلاف التركيبة النفسية والمزاجية، فالثابت أن اهتمام الزوجين ببعض هو ما يُشعرهما أن الحب لم يمت بعد.. ومسألة التفاهم في الإطار ذاته أمر بالغ الأهمية.
عندما يكون الزوجان على قدر كبير من التفاهم مع بعضهما هذا يسهل عليهما التعامل مع بعضما، ولكن العكس يشعر كل طرف أنه يعيش حياة أخرى غير التي يعيشها الطرف الآخر.. والشاهد أن الزواج الناجح ينبغي أن يُبنى على التفاهم والتناغم وإحساس كل طرف بالآخر، ورعايته بمشاعر الاحترام والتقدير والحب حتى يستطيعا أن ينعما بحياة زوجية سعيدة ومستقرة.