فنونمقال رئيس التحريرمميز

د. محمود عبد الكريم عزالدين يكتب: عادل بنيامين.. نموذج مُذهل ومُلهم لجميع الفنانين

لا خلاف ولا اختلاف على أن الدكتور عادل بنيامين، فنان من طراز فريد، وناقد له طبيعة خاصة ومدهشة.. وفوق هذا وذاك ، فهو «إنسان»، بكل ما تعنيه كلمة الإنسانية من صفات وسمات ومعان.

= تراه لأول برهة ويراك قدرا بطريق الصدفة، فيبعث في نفسك الأمل، ويضخ في قلبك الفرح، ويمنحك إحساساً عبقريا مبهجا ومفرحا، أنه يعرفك منذ نحو عشرين عاما على الأقل.

¶¶= على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان، وعطاؤه الفني لم يتوقف، كما أن فرشاته لم تعرف الكلل أو الملل، وهو ناقد وفنان تشكيلي مُبدع، لكنه أيضاً عازف ومطرب بالسليقة، وشاعر وحكواتي بالفطرة، وهو منارة سامقة وشامخة؛ ترشد التائهين في ظلمات البحار، والمختلطة عليهم الفوارق بين الأصداف واللآلئ والمحار.

¶¶= هو فنان الشارع غير أنه لا يتلقى الهبات، ولا يقبل العطايا والتبرعات.. كما أنه لكل فضائل الأدب والذوق ودماثة الأخلاق جامع من غير تزيد، ومن دون مبالغة أو تكلف.

= إن هبة الأشياء ليست أبداً ثمينة كهبة الأفكار، كما قال «إميرسون»، والذي أكد أن «الخواتم والجواهر ليست هبات حقيقية، ولكنها اعتذار عن الهدايا.. منوهاً إلى أن الهبة الوحيدة والحقيقة هي بضعة من النفس».. إننا نعطي من أنفسنا عندما نعطي هبات من القلب مثل الحب، المودة، الفرح، التفهم، الاحترام، التحمل والتسامح.

= إننا نعطي من أنفسنا عندما نعطي هبات من عقولنا كالأفكار، الأحلام، الغايات، التصورات، المبادئ، الخطط، الاختراعات، المشاريع والشعر.. إننا نعطي من أنفسنا عندما نعطي هبات من أرواحنا كالدعاء والصلاة، الرؤيا، الجمال، السلام، الأهداف، العقائد.
=إننا نعطي من أنفسنا عندما نعطي هبة الوقت.. إننا نعطي من أنفسنا عندما نعطي هبة الكلمات.. مثل التشجيع والتحفيز والتوجيه.

= هكذا يقول لسان حال «عادل بنيامين»، إننا يجب أن نعطي عالمنا دفعه للأمام وإنّ أروع هبة يمكن للإنسان أن يهديها لعمره ووقته هي هبة الحياة البناءة والمبدعة.. ننشأ وفي اعتقادنا أنّ السعادة في الأخذ، بيد أننا نكتشف أنها – حقا وصدقا- في العطاء.

أتعرف ما معنى الكلمة؟ …
الكلمة نور .. وبعض الكلمات قبور وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري الكلمة- كما قال عبدالرحمن الشرقاوي- فرقان بين نبي وبغي.. بالكلمة تنكشف الغمة.. الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة.. عيسى ما كان سوى كلمة أضاء الدنيا بالكلمات، وعلمها للصيادين، فساروا يهدون العالم .. الكلمة حصن الحرية.. إن الكلمة مسؤولية إن الرجل هو كلمة، شرف الله هو الكلمة.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى