شارع الصحافة/ كتب- محمد الجالي:
شيعت حشود هائلة من أهالي النزلة والقرى المحيطة بها بمحافظة الفيوم، جنازة الشهيد هاني عبد التواب سعد عرندس صباح اليوم بقرية النزلة مركز يوسف الصديق، والذي كان يعمل معلما لدى المملكة العربية السعودية منذ عشر سنوات ولقي حتفه على يد أحد تلاميذه بالسعودية نتيجة إعطائه تقديرا ضعيفا في أعمال السنة.
وعند خروجه من المدرسة، كان التلميذ السعودي ابن الـ 13 عامًا بصحبة أخيه ابن الـ 16 عاما أمام المدرسة، وأطلق عليه النار في راسه، ليتم نقله إلى المستشفى ويرقد بالعناية المركزة، ثم يفارق الحياة بعد أيام، متأثراً بإصابته البليغة.
وبعد مناشدة والده إلى السيد رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية ووزارة الهجرة والسفارة المصرية بالسعودية مطالبا بعودة جثمان ابنه والقصاص من الجاني.. وعلى إثر ذلك، وصل جثمان الشهيد إلى مطار القاهرة في تمام السابعة من صباح اليوم.. ومن مطار القاهرة إلى مسقط راسه بقرية النزلة.
وكان الآلاف من أبناء قرية النزلة والقرى المجاورة في انتظار تشييع جنازة شهيد لُقمة العيش، مطالبين الدولة بالقصاص للشهيد الشاب حافظ القرآن معلم اللغة الإنجليزية، ابن السابعة والثلاثين عاما.. المتزوج وله طفلان ويعول والديه وإخوته.. رحم الله الشهيد هاني عبد التواب سعد عرندس.
وهذه الكلمات كتبها أحد أصدقاء الشهيد على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك):
أخي في الله (هاني) أسألك بالله ماذا بينك وبين ربك حتى يشهد جنازتك كل هذا الجمع الغفير .. أسألك بالله ماذا بينك وبين ربك حتى يدعو لك ويستغفر كل أهالي بلدتنا صغارا و كبارا شيوخا وشبابا بل جميع القرى المجاورة بل المركز برمته بل المحافظة جميعها بل معظم كل من عرفك ومن لم يعرفك..
ماذا بينك وبين ربك حتى يدعوا ويستغفر لك من هم خارج بلدنا من الدول العربية والإفريقية.. ماذا بينك وبين ربك حتى تكون جنازتك بهذا المنظر الرهيب الواعظ في كل شيئ .. ماذا بينك وبين ربك حتى يخطب فيك اليوم من نحسبهم ولا نزكيهم ع الله أفاضل مشايخنا الكرام.
أذكر موقفين فقط اليوم؛ الموقف الاول الربط الرائع الذي ذكره الشيخ احمد عبد العظيم عندما ربط بين استشهاد سيدنا علي رضي الله عنه وأخينا عليه رحمه الله (الشيخ هاني) في موضوع استشهادهما (نحسب أخينا هاني شهيدا بأذن ربه ولا نزكيه ع الله ).. والموقف الثاني والذي حدثني به الشيخ محمود عطا أثناء عودتنا من الجنازة (وقد أستأذنته في نقل هذه البشرى وقد أذن لي) أنه أي الشيخ محمود قد رأى رؤية منذ أربع أو خمس سنوات وفيها أن الشيخ هاني ( رحمة الله ) كان يعطينا درسا في منزله بالنزلة وقد اجتمع أهالي البلدة جميعا لحضور هذا الدرس وكأن الرؤية قد تحققت اليوم والبلدة جميعا مجتمعة على بكرة أبيها تشهد جنازته اليوم وكأنه يعطينا درسا في الإخلاص في العمل وفي الالتزام وفي التدين وفي حب العمل الخيري وفي صفاء القلب وفي بشاشه الوجه وفي النقاء وفي الصبر وفي طاعة الوالدين وفي ….وفي …
عذرا ع الإطالة؛ فقط أردت أن يكون أخر منشور لي بخصوص أخي هاني عليه رحمة الله ما هو إلا بشريات ممن عرفوا هاني وتعاملوا معه .. (شارع الصحافة) تتوجه بخالص العزاء لأسرة الشهيد، داعين الله الكريم رب العرش العظيم، أن يتغمده برحمته وأن يقبله عنده من الشهداء، وأن يرزق والده وأهله جميعا الصبر والسلوان والثبات.
زر الذهاب إلى الأعلى