أضعتُ بِرِحلتي عمراً بدا لي
كسيراً صاغَ دمعتهُ إعتلالي
كآخرِ متعبٍ ما زالَ يجري
لجرفِ الغائراتِ و لا يبالي
أنا الحلمُ الأخيرُ ورغمَ أنفي
أجولُ بخاطري عند الليالي
انا الصوتُ الغريبُ بدونَ صوتٍ
سيعلو فوق أسيجة المحالِ
ويعرفُ لوعتي من كان يحبو
ومن لبسَ المشيبَ بلا ضلالِ
سَرَدتُ ملامحي للموتِ حتى
جَفتني و أنزوت بدمي خصالي
وعانقني الرحيلُ وقال هيا
تعال لنختفي خلفَ الظلالِ
تعال إلى الفنا فالموتُ حقٌ
وعيشُ المتعبينَ من الكلالِ
ومنقلبُ الحياة من الخطايا
إذا رمّتُ المسيرَ بغيرِ مالِ
معي شَرَعَ الهروبُ وَجَذَّلتنا
عيونَ الخائفينَ بلا حبالِ
وما وجدَ المغيبُ لنا ملاذاً
سوى وهمٍ ذوى تحتَ المطالِ
أيا عمري الذي قد ضاقَ ذرعاً
بِسبرِ الأمنياتِ بلا فعالِ
متى يا عمرُ يورقُ فيكَ حتفٌ
و أملأ بالفنا ليلاً سلالي
و أبدأ رحلتي الآخرى لقبري
لِأُكتبَ هالكاً بينَ الرجالِ