أدب وثقافةمميز

د. أحمد الشيمي يكتب لـ«شارع الصحافة»: لماذا الزوجة الثانية ؟!

الزواج الثاني، كلمة تعتبر عند بعض المجتمعات عيبًا، وعند بعضها واجبًا، وعند بعضها إسفافًا، وتقلّب المعنى بهذه الطريقة يعكس تضاربا في الفهم واضطرابا في الأصل، وهو يدور ما بين حلم للكثير من الأزواج إلى أن يكون كابوسا لكل الزوجات، ونحن في كتابي (الزوجة الثانية)، لن نركز على الجانب الشرعي تركيزا كبيرا ؛ وذلك لعلمي أن الموضوع بحث كثيرا من هذه الناحية، ولكننا سنركز نوعا ما على الناحية الاجتماعية والنفسية لكل من الزوج الذي يرغب في التعدد وتلك الزوجة التي عدد عليها.

   ورغم أن الســـــؤال (لماذا الزوجة الثانية؟) بطبيعة الحال يوجه للزوج المعدد، إلا أننا أيضا سنوجهه للزوجة المعدد عليها، وكذلك الزوجة الجديدة التي تم التعدد بها، وبصورة أخرى يعد استغرابا لمن أقدم على التعدد وهو لا يملك مقومات نجاحه! فيؤدي إلى الفشل الزريع.

   ومسألة القرار في الزواج الثاني وأخذ رأي الزوجة الأولى مسألة واسعة وفضفاضة تحمل بين طياتها كثير من الاختلافات والنقاشات والمجادلات بين مؤيد ومعارض.

  وأنا هنا لست ضد الزواج من الثانية – حاشا لله – أن أكون ضد ما شرعه الله وأحله لعباده، ولكني ضد أن يكون الزواج الثاني متعة أو نزوة أو حلا لمشكلة طارئة بين الزوج والزوجة، و لكن دعونا من هذا كله وتعالوا ننظر للموضوع قبل أن يقع الفاس في الراس، فأغلب الزوجات تتقبل موت زوجها أسهل من زواجه بأخرى.

  وهنا بكتابنا هذا سوف نحاول مستعينين بالله عز وجل أن نجيب على سؤال مهم وهو لماذا الزوجة الثانية؟ أو لماذا يريد الزوج أن يعدد على زوجته من وجهة نظر الزوج المعدد و الزوجة التي عدد عليها و أيضا من وجهة نظر المرأة التي تم التعدد بها أي (العروس الجديدة).

  والحق أن هناك أسبابا جوهرية معتبرة قد تدفع الزوج إلى الزواج بامرأة ثانية مثل مرض الزوجة أو عدم قدرتها على الإنجاب، أو قدرته الجنسية العالية والتي لا يصلح معها الاكتفاء بواحدة، أو ما شابه ذلك من الحالات التي لا يختلف فيها اثنان على أن الحل فعلا هو الزواج بأخرى، وغالبا ما تكون هذه الزيجات بموافقة الزوجة الأولى، ولكن الســــــــــؤال؛ لماذا يقبل شاب لم يمض على زواجه سنوات معدودة وربما أشهر معدودة على الزواج بأخرى ؟!

وعندما تتحرى الأمر عن الزوجين، تجد أن الزوج لديه كل مقومات السعادة، من جمال زوجته ومتعة معها واستقرار في حياته، ومع ذلك يفكر بالثانية ! هذا هو الســـــؤال الذي نبحث له عن حل من جميع النواحي ومن وجهات نظر متعددة وصولا إلى حل ربما يساعد ولو بالقليل على استقرار الأسرة العربية و ربما يؤدي إلى سعادتها أو المساهمة في ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى