مواقع التواصل

الصحافة.. وفكرة عيد الأم  (إعداد: دينا رمزي- مصر)

يرجع الفضل في فكرة الاحتفال بـ عيد الأم إلى الصحفي والكاتب علي أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم، مع أخيه مصطفى أمين؛ حيث طرح في إحدى مقالاته فكرة الاحتفال بعيد الأم تكريمًا وتتويجا لفضل نعمة وجودها في الحياة، ولاقت هذه الفكرة استحسانًا وقبولًا كبيرًا من المتابعين والقراء، وشاركوا بالتفاعل في اختيار يوم محدد للاحتفال بعيد الأم.

 

وتم اختيار 21 مارس من كل سنة، وهو ما يوافق أول أيام فصل الربيع رمزا لتفتح الزهور والصفاء والبهجة وروائح النسيم الخلابة التي تضفي لمستها علي راحة الجو، حيث شهد عام 1956م تنفيذ الفكرة، والتي لاقت إعجابًا بالغًا داخل مصر وخارجها، وانتشرت بعدها في كل الدول العربية.

ويأتي هنا دور الصحفي والصحافة النبيلة في تفاعل القراء وتفاعله معهم في خلق جو من الحوار البنَّاء، والخروج بفكر نافع وصنع أحداث ورأي عام مشترك وهذا التواصل أجبر وقتها الحكومة أن توافق وترضخ لرأي الجمهور..برغم أنه حينذاك كانت الحكومة غير راضية عن ذلك الاقتراح، لأن صاحب الفكرة علي أمين، وأكدت أيضا أن الصدق في الأفكار والإيمان بها مهما كانت صغيرة يرفع من شأنها.

وفي هذا الصدد، يبرز دور الصحفي الماهر الذي يخلق استجابات واضحة وواسعة علي ما يكتبه واهتمامه بالمقام الأول بما ما يهم القارئ وليس كأنه يكتب لنفسة فقط، وهذا الحديث له أهمية أخرى ..وهي أن الأفكار التي ترتبط بالمشاعر الإنسانية النبيلة ستبقى للأبد الدهر وتستمر على مدى الزمان خاصة إذا ركزت وتعلقت بعموم الناس، بمن فيهم من طبقات وفئات مختلفة، وتناول موضوعاتها الانسانيه والاجتماعيه والثقافية والاقتصادية، وما يشغلهم ويهمهم في المقام الأول، ومحاولة إيجاد حلول إذا لزم الأمر.

إن الدعوة والاحتفال بعيد الأم منذ عام 1965م إلى الآن لمدة 65 عاما علي إثر اقتراح ودعوة من مقال ليؤكد ذلك؛ فالصحافة يمكن أن تلعب دورًا اجتماعيا وإنسانيا  كبيرا، يستحقه مجتمعنا.. لذا ونحن نحتفل بعيد الأم، علينا أن نسعى ونطرح أفكارًا مفيدة ونبيلة مثلها، لنتركها في ميزان أعمال صحافتنا الهادفة، ولربما ترفع عنا أخطاء البعض في المهنة؛ فهي ليست كأي مهنة وإنما رسالة قبل أن يمنحها الله لصاحبها لابد أن يكون علي قدر كافٍ من تحمّل ومعرفة قيمتها، والسعي لتحقيق أهدافها النبيلة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى