مقال رئيس التحريرمقالاتمميز

دكتور محمود عبد الكريم عزالدين يكتب: «وِش مكشوف».. لا يعرف الكسوف !!!

• يقال إن فلانا «وشه مكشوف»؛ أي ظاهر وواضح للعيان.. يعني «بجح»، و«متبجح»، ومصدرها «بجاحة»، و«تبجح».. أي أنه لا حياء له، بمعنى أنه لا يوجد بداخله هذا الحاجز المنير الذي نسميه «الحياء».

• صاحب الوجه «المكشوف»، لا يعرف شيئا عن «الكسوف»، أي الحياء، الذي هو «شعبة من شعب الإيمان».. وهذا الصنف من البشر، لا توقفه حرمات، ولا تردعه أخلاق، بل تكون لديه جرأة عجيبة ومقيتة في رفع صوته، والتكشير عن أنيابه، وخلط الحق بالباطل، والخطأ بالصواب!!

• ذو الوجه المكشوف هو إنسان «متبجح»؛ بمعنى أن أغلب تصرفاته وردود أفعاله، تنطوي على تطاول، وقلة مروءة، وندرة ذوق، واجتراء على الحق، واستنكار لجميع أسس وأبجديات ومبادئ الشهامة.. متوهما أنه ذو شخصية قوية، اعتمادا على أن بعض الناس تهرب من سلاطة لسانه، وتتحاشى وقاحاته وبذاءاته !!

• في اعتقادي أنه من صفات ذي «الوجه المكشوف»؛ عشق المال الحرام، وحب التسلط والسيطرة.

• حماقات وتبجحات ذي «الوجه المكشوف»، تطال البعيد والقريب، العدو والصديق.. صاحبها يرمي الكلمات النابية، قاصداً إهانة الطرف الآخر، أو التقليل من شأنه، بسبب نقص أو غيرة أو ربما حقد أو جهل متوغل.

• صاحب «الوجه المكشوف»؛ مريض نفسيا، ومكروه اجتماعيا.. وهو غالبا ما يستحل الحرام، ويأكل أموال وحقوق غيره، وهو يكذب ويتحرى الكذب، ويفجر ويدمن على الفجور، حتى يكتب عند الله- وعند الطيبين من الناس- فاجرا.. كذابا.. متبجحا !!!

• يتناسى ذو #الوجه_المكشوف أن الحياء «حماية وصيانة للفرد، كما أنه حماية وصيانة للجماعة، ولذلك جعله الإسلام شعبة منه، ولم يضع له إطارا محددا، وإنما تركه للمجتمعات، فلكل زمان حياؤه، ولكل ثقافة حياؤها».

• والخلاصة أن «الحياء» جزء أصيل من تصور الإسلام للمجتمع، «ولذا تراه يوصينا به، ويشجعنا على احترامه.. والأمر المؤكد أن «الحياء»- لمن يستحون فعلا وقولا- صيانة غير مرئية، لمجمل العلاقات الإنسانية.

• «إننا تترك بعض الأفعال حياء من أنفسنا، أو من الناس، أو من الله، وأنت تترك بعض ما لك، حياء من مجرد الطلب، وأنت بذلك لا تترك شيئًا مهمًا، كما قد تتصور.. ولكنك تصون نفسك عن الابتذال، وهذا مكسب هائل».

=============

د. محمود عبد الكريم عزالدين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى