ملفات
هل ستتمكن وزارة الصحة من تسريع حملات التطعيم ضد كورونا لحماية المواطنين؟
شارع الصحافة/ تحقيق- د. أحلام محمود
تُعد الخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة والتأمين الصحي العام في بعض الدول رديئة النوع، حيث من المعروف أن المستشفيات الحكومية تمتلئ بالإهمال وتقوم بتوفير الحد الأدنى من الرعاية عامة. كما أن 5% فقط من الدول، خصوصًا الشعب المصري يستخدم خدمة التأمين الصحي لعدم الرضا عن مستوى الخدمة. ومن هنا يجب على وزارة الصحة توفير بعض الإرشادات على معاونيها من طاقم الأطباء التابعة لها أو الخاصة، وقد بدأت بالفعل وزارة الصحة فتح باب التسجيل على مواقع الإنترنت للمواطنين لتسجيل بياناتهم عليها للحصول على لقاح فيروس كورونا من الفئات المستحقة من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بدءًا من عمر40 عاما.
وتتيح بعض المواقع الإلكترونية إدراج التعامل مع القوافل الطبية للوقوف على الحالة الصحية للمواطنين، كما تم البدء في التطعيمات بـ«جرعة واحدة»، الجرعة الأولى وهو لقاح «فايزر الامريكي» لأنه يقلل من خطر عدوى كورونا، وبدأت الوزارة في إصدار موقع إلكتروني تُعلن فيه عن المواقع والأماكن التي ستُحدد تلقائيًا للمواطنين وأصحاب الأولوية للحصول على اللقاح بعد ملء البيانات على الموقع الإلكتروني الخاص بوزارة الصحة، ويتم بعدها إرسال رسالة نصية للمواطنين بمواعيد ومكان تلقى اللقاح، وتوقيع الكشف الطبى عليهم قبل تلقى الجرعة الأولى من اللقاح وتسلم كارت للمتابعة لتلقى الجرعة الثانية والكشف الطبي عليهم قبل تلقيها.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع محافظات الجمهورية، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس كورونا المستجد، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية.. كما يجب على وزارة الصحه توفير مقرات أكثر للأماكن العشوائية في العاصمة والمحافظات لأنها أكثر عرضة للأمراض، كما يجب تخصيص بعض الأطباء والممرضين للتوجه إلى منازل كبار السن وملاجئ الأيتام لعدم قدرتهم لم على التواصل عبر الإنترنت أو التوجه إلي مراكز التطعيم.
يوجد –مثلاً- في بلاد أوروبا مثل:) فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبلجيكا) تقوم هذه البلاد بإرسال الأطباء والممرضين إلي منازل كبار السن والمعوقين للكشف عليهم وإعطائهم اللقاحات.
توجهت إلي إحدى مراكز التطعيم التابعة للمدينة التي أسكن بها وهي مدينه البرتفيل بفرنسا، بعدما أخذت ميعاد عبر الإنترنت لتلقي اللقاح اللازم (ضد فيروس كورونا) أو (كوفيد 19)، وهناك شاهدت التعامل بكل نظام وترتيب في المواعيد، وفي بداية دخولي استقبلني رجل الإسعافات الأولية على الباب لإرشادي على الخطوات المٌتبعة قبل وبعد تلقي اللقاح، وأعطاني استمارة لملأها وتدوين الإسم، وتاريخ الميلاد، ورقم التأمين الصحي، وما إذا كنت أعاني من أمراض مزمنة.
وبدأت في قراءتها وكتابة البيانات المطلوبة. وبعد الانتهاء من ملء الاستمارة وجدت في استقبالي ممرضة من الإسعافات الأولية لترشدني على المكان المخصص وأجلس عليه، لأنه توجد أماكن خاصة بالرجال وأخرى للسيدات، وعندما جاء دوري جلست أمام دكتور متخصص لمراجعة الأسئلة وإجابتها وإذا كنت أعاني من مرض مزمن وإذا كنت أتناول أدوية للعلاج من أي أمراض، والكشف بجهاز الضغط ومقياس السكر في الدم، ثم أعطاني رقم الكابينة التي سأتلقي فيها اللقاح.
عند خروجي بعد تلقي اللقاح نظرت إلى المقعد الذي كنت أجلس عليه، فشد انتباهي أن أحد الأشخاص يضع المطهر على المقعد . فأكملت طريقي لأجد طبيبة التقيت بها من قبل وهي تضع بنفسها المطهر على المقعد الذي كانت تجلس عليه سيدة قبلي لتلقي اللقاح. وأخذت اللقاح ثم طلبت مني أن أسجله مع طقم مخصص للتسجيل على الكمبيوتر وإعطائي كارنيه يفيد بأني أخذت التطعيم، وقالت لي بعد التسجيل أرجو أن تستريحي ربع ساعه للاطمئنان عليكي، وطُبق هذا النظام علي كل من حضر لتلقي اللقاح. وليت كل الدول تتفاعل مع الجماهير علي هذا النظام.
قال رياض عربي درقاوي الأخصائي في طب المعامل المخبرية والمناعة في مستشفى بوجون الفرنسية لقناة (فرانس 24)، إن شبح الموجة الثالثة من فيروس كورونا يخيم على الأجواء الأوروبية مع تزايد أعداد الإصابات، خصوصًا في فرنسا. واعتبر أن أحد أسباب هذه الموجة هو شعور الناس بالملل وإهمالهم في إجراءات الوقاية. وأشار إلى أن الكميات المطلوبة من اللقاح لم تصل إلى فرنسا، بالرغم أن نحو 12 مليون جرعة قد توفرت في شهر أبريل الماضي، مما سيمكنها من تسريع حملات التطعيم ضد الفيروس على أراضيها.
وفي بريطانيا، وفي الوقت الذي تستعد فيه المملكة المتحدة رفع العديد من القيود المفروضة لاحتواء تفشي الفيروس، حذر بعض العلماء من أن الحكومة تخاطر بموجة ثالثة من خلال تخفيفها لإجراءات الإغلاق، وذلك في وقت لا تزال فيه البيانات الرسمية تُظهر بؤرًا ساخنة لانتشار الفيروس في مدن كثيرة من البلاد. وذكرت صحيفة (الجارديان) البريطانية، أن العلماء وجهوا اتهامات للوزراء بالتخلي عن الوعود التي قطعوها بمتابعة البيانات وليس التواريخ خلال اندفاعهم لإعادة فتح الحياة الاجتماعية والاقتصاد.
وذكر أحد العلماء أن النهج الأكثر حذرًا وعقلانية، يتمثل فى الانتظار لحين حصول المزيد من بين عشرات الملايين من الأشخاص الذين لم يتم تلقيحهم من التطعيمات. وأوضح أنه بدون نظام مناسب لعزل الأشخاص المصابين، فمن المحتمل أن تزيد حالات الإصابة بـ”كوفيد 19″ اليومية، التي يمكن أن تتفشى خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وإنه على المواطنين دور كبير في المساعدة للسيطرة على عدم انتشار فيروس كورونا، وارتفاع الأعداد من خلال الإقبال على اللقاحات التي وفرتها الدولة، مشيرًا إلى أن اللقاحات أثبتت فاعليتها بشكل كبير، حتى مع السلالات التي تم الإعلان عنها ورصدتها فى عدد من دول العالم الأوروبية والعربية، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية، خاصة أن اللقاحات وحدها لا تكفي لتحجيم انتشار الفيروس ومعالجته. وعلى وزارة الصحة أن توفر الأماكن المناسبة لتلقي التطعيمات مثل العيادات الصغيرة التابعة للحي، أو تخصيص أماكن في المستشفيات والعيادات الخاصة، مع توفير المسكنات التي تُعطى بعد تطعيم المواطن.
فقد تلقى حتى الآن أكثر من 50% من مواطني الاتحاد الأوروبي الجرعة الأولى من اللقاح، فيما لم يتلق سوى 8% الجرعة الثانية، وحسب الإحصاءات تم إعطاء أكثر من 70 مليون جرعة في أكثر من 50 دولة. وإنه لم أمل للخروج من النفق المظلم الذي دخلته البشرية منذ أكثر من عام إلا عن طريق التلقيحات، مما يُمهد إلى عودة الحياة الطبيعية من جديد. وعلى وزارة الصحة أن توفر التطعيمات للمواطنين من أجل سلامتهم، وعلى المواطنين توخي الحذر بعدم التجمعات في الأماكن العامة مثل: الأسواق، ومحلات الملابس، والكافيهات، والمولات.