أهمية التعرف على أنماط التعلم وكيفية تشخيصها (د. شيماء قنديل- مصر)

إنَّ معرفة المعلم والمتعلم لأنماط التعلم أمر أساسى لحدوث التعلم الفعال لأنه يوفر لجميع الطلاب فرصاً متساوية لإظهار كل قدراتهم على التعلم واستخدامها. فمعرفة المعلمين لأنماط تعلم طلابهم يساعدهم على إعداد الخبرات التعليمية بحيث تكون أكثر شخصياً Personalized، وذات معنى Meaningful ، وأكثر فاعلية Effective، كما أن  وعي الطلاب بأنماط تعلمهم تساعدهم فى التعرف على مواطن الضعف والقوة لديهم، والعمل بكفاءة عند التوجيه الذاتى، كما أنها تنمى العلاقات التعاونية الفعالة بين الطلاب وبعضهم البعض أثناء العمل الميدانى، وتؤثر في مقدار ونوع التعلم الذى يحدث لديهم، ومهارات التفكير التى يكتسبونها، وقدرات العقل التي يكونونها.

ويمكن تلخيص أهمية التعرف إلى أنماط التعلم فى النقاط التالية:

      وعي الشخص بأنماط تعلمه وثقته فى التوصل لها هى الخطوة الأولى لتحقيق أفضل بيئة تعلم (Robertson et all,2011).

      تعمل على دمج الطلاب في الأنشطة التعليمية حسب نمط التعلم المفضل لكل طالب.

      تزيد من دافعية الطلاب للتعلم والتعلم الذاتى واتقانهم للمحتوى الدراسى، وتحسن من مستوى الأداء الأكاديمي لديهم.

      تساهم في بناء ثقة الطلاب فى ذواتهم وإدارة أكثر فعالية للتعلم الذاتى.

      تساعد المعلم على التعرف على نقاط الضعف لدى طلابه وزيادة نقاط القوة لديهم أثناء عملية التعلم.

      تحسن من صلة المعلمين بطلابهم وتعمق فهمهم لحاجاتهم وميولهم، وتجعل المعلمين قادرين على التنويع فى طرق التدريس لتلائم اهتمامات الطلاب (سبيكة الخليلى، 2001).

      تساعد المعلم على تغيير وتطوير طرق التدريس بما يتناسب مع أنماط تعلم الطلاب.

      تساعد في تجنب أخطاء عدم التطابق بين أنماط تعلم الطلاب والمعلمين.

      تحفز المعلمين للانتقال من أنماط تعلمهم المفضلة لاستخدام غيرها بما يتلائم مع أنماط تعلم طلابهم.

      تساعد مصممي المناهج وبيئات التعلم الإلكترونية على تصميم نماذج تعليمية تواجه الحاجات المختلفه للطلاب.

      تساعد في التغلب على بعض مشكلات التعليم التي لا ترجع بالضرورة لصعوبة المادة المتعلمه فقط، وإنما قد ترجع أيضاً لتفضيلات المتعلم.

  وقد أشارت دراسة (Robert. M,2000) إلى أن لأنماط التعلم دور فى التغلب على بعض مشكلات التعليم مثل: القلق النفسى وعلاقته بالتحصيل الدراسى، وذلك من خلال حساسية المعلمين لتلاميذهم ومعرفة حاجاتهم وميولهم ونقاط القوة والضعف لديهم واستخدام بعض الاستراتيجيات التدريسية التى يتم فيها مراعاة أنماط التعلم، وإشراك الوالدين في عملية التدريس باستخدام طرق ومداخل تدريسية تستوعب وتشجع الدعم الأسرى.

 وهدفت دراسة (تيس، مراد ، 2007) إلى تعديل التصورات البديلة حول بعض المفاهيم الأساسية لبنية المادة لدى طلاب العلوم في السنة الجامعية الأولى من التعليم الجامعى بالجزائر وهل هناك علاقة بين أنماط التعلم والتصورات البديلة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى ظهور علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين أنماط التعلم المفضلة لدى أفراد عينة البحث ومستوى التصورات البديلة حول مفاهيم بنية المادة.

   كما أشارت دراسة (Vincent&Ross,2001)  أنه يجب على المربين أن يكونوا على استعداد باستيعاب جميع أنماط تعلم الطلاب ويبحثون عن استراتيجيات يمكن تطبيقها على نطاق واسع بين الطلاب بحيث تستوعب جميع أنماط تعلمهم، دراسة (Prabha et al,2013) التى هدفت إلى تحديد أنماط تعلم طلاب كلية الطب السنة الجامعية الأولى ومدى أهميتها وتأثيرها في عملية التعلم.

تشخيص أنماط التعلم عند الطلاب:

       إن التعرف على أنماط التعلم السائدة للمتعلمين فى أى مرحلة من مراحل التعليم تساعد كل من المعلم والمتعلم علي الوعى بمفاتيح الفروق الفردية فى عملية التعلم، لذا فأنه من الضرورى تشخيص أنماط التعلم لدى الطلاب من خلال أداة تقديرية مناسبة، وذلك لتزويد كل نمط بما يناسبه من التوجيهات والارشادات التى تساعده على تحقيق رغاباته المختلفة، ولتعليمهم من خلال مهاراتهم الفردية ويعد هذا تأكيداً علي أهمية مراعاة تنوع أنماط تعلم الطلاب داخل الفصل الدراسي، وقد حدد (Guild,1985)، (Keef,1987) نقلاً عن (إبراهيم،2011) خمس طرق لتحديد ووصف أنماط تعلم الطلاب وهي:

أولاً : التقدير الذاتى: ومن خلال الإجابة على أسئلة هذه الأدوات (المقاييس، الاستبانات) فإن المعلومات التى نحصل عليها سوف تكون أداة صادقة لتحديد نمطهم.

ثانياً: ملاحظة الشخص أثناء موقف التعلم.

ثالثاً: إجراء المقابلات الشخصية مع الأفراد: وتوجيه أسئلة من أى أداة للتقدير الذاتي لتحديد أنماط تعلمهم.

رابعاً: تحليل تصرفات الفرد: على سبيل المثال فإن نجاح الطالب أو وقوعه فى أخطاء أثناء الاختبارات قد تساعد على تحديد نمط تعلمه.

خامساً: اختبارات مهارة الفرد العملية: إذ تحدد درجة نجاح نمط تعلمه، حيث يمكننا هذا الاختبار من تعرف العلاقة المشتركة بين خصائص النمط.

      وترى (Dunn,1990) أن المدرسين لا يستطيعون تحديد كل الخصائص المعلومة عن نمط تعلم طالب ما، لأنهم أحياناً ما يفسرون سلوك الطلاب تفسيراً خطأ لعدم فهم الغرض من هذا السلوك.

  وبناء على ذلك فإن (Dunn) مع الحقيقة القائلة بأن الطلاب يستطيعون التعرف على نمطهم الخاص بهم أفضل من غيرهم، وبالتالى فإن الطريقة الأولى هي أفضل هذه الطرق لوصف وتحديد أنماط التعلم عند الطلاب، وأغلب المقاييس التى قدمها الباحثون وأشهرها مقياس (VAK) لأنماط التعلم VAK Learning Style تعتمد فى جوهرها على مدى استخدام المتعلم تلقائياً لحواسه الأساسية فى التعلم (الرؤية– السمع– اللمس/ حركي)، حيث يفترض أن المتعلمين صغار السن يفضلون أن تقدم لهم المعلومات الجديدة بأسلوب حسى، في حين يفضل أن تقدم لهم المعلومات في العمر من ( 4-10) سنوات بصرياً.

    بعدها يفضل أن تقدم المعلومات سمعياً حتى المرحلة الجامعية من خلال المحاضرات وهو افتراض مقبول نسبياً إذ ربما يفضل المتعلم ذاته نمط آخر في تعلم مهمة أخرى ويجرى توافقاً لأنماط أخرى تتباين بتباين المهام وبيئة التعلم، عندها يجب على المعلمين تقديم المعرفة بالأنماط الثلاثة لإتاحة الفرص أمام الجميع، ولا ينبغي تصنيف أي مجتمع تربوى إلى فئات (بصري- سمعي- لمس/ حركي).