أدب وثقافة

الشاعرة سميرة الزغدودي تكتب من تونس: أحياني .. فكأنّما أحيا النّاس جميعا !!

مَنذورةٌ لِلحُبِّ منذُ تَبَلْوري ☆

في نَبضِ أمّي في النّقاءِ الأطهرِ

من فَجرِ مِيلادِي وصُبحِ طُفولتي

وحفاوتي بِعرائِسي والسّكّرِ

مجدولَةٌ بِالعِشقِ شَمسُ ضَفائِري

فأنا خُلقْتُ منَ النّدَى والعَنبرِ

من عَهدِ

هبّاتِ الصِّبَا

في عُنفوانِ أنوثَتي

منذُ الشّباب الأغبَرِ

منْ كَافِ تَكويني وَنُونِ تَشَكّلِي ☆

آنستُ وجهَكَ في الفَضاءِ المُقمِرِ

منذُ اخْضرارِ حديقتي …

منذ ابْتسامةِ سوسناتي

في ربيعي المُزهرِ …..

قبلَ اجْتياحِ النّوءِ موجَ شَواطِئي

من قبلِ وشوشةِ السّحابِ المُمْطِرِ

للحبّ جاهزةٌ … فأنتَ قصيدتي

الأولى التّي زَانتْ حدائقَ دفتري

من قبلِ

تاريخِ اللّغاتِ

وأبْجديّتِها التّي امْتزجتْ

بِروحِ الأسْطُرِ ….

مازلتُ أذكرُ حينَ حرفُكَ باحَ لي

يا أنتِ …أنتِ دمي فلا تتحسّري

وعليّ أمْلَى الصّبْرُ دُسْتورَ الرِّضَا

يا نعمة اللّه اصبري …

ثمّ اصبري

مازلتُ أذكرُ يومَها إذ قلتَ لي:

مازلتِ فينوسَ الصّبا ~♡~

لم تكبري

كُنّا مَعاً في سَكرةٍ من عِشقِنا فَهَمَسْتَ لِي:

♡ يا أنتِ ♡

لن تتكرّري

ومددتَ شريانَ الفؤادِ

جسورَ وصلٍ

قائلاً :

ياحلوتي هيّا اعبري

إنّي أحبّكَ

أنتَ وحدَكَ

منذ أوّل خفقةٍ

أحيتْ دماءَ الأبْهرِ

إنّي أحبّكَ ……. كلّ كلّ هنيهةٍ

في كلّ عصرٍ من ربيعِ الأعصرِ

وكم اقْتربنا عندما زادَ الرّضا

☆إنّ الرّضا ☆

عرشُ الغرامِ الأكبرِ

تستأثرُ الأشواقٌ جمرَ تمرّدي

والعشقُ أجّجَهُ لهيبُ تفجّري

تتسوّرُ الأحلامُ سُورَ مشاعري

لِأعيشَ في خصبِ الخيالِ الأخضرِ

وتزورني الرّؤيا لِأنظرَ فارساً

يختارُني من بينِ حُورِ البَربرِ

يا أنتَ أجملُ

أنتَ أكملُ

انتَ أثمنُ

أنتَ أنفس

من نَفيسِ الجوهرِ

يا أنتَ أجملُ ما يمرُّ بِخاطِري

أنت الذّي بالحُسنِ فاقَ تَصوّري

صِرنا معاً

بعدَ الوجودِ

على ضِفافِ الشّوقِ

نرشفُ من مَعينِ الكوثرِ..

بالحبِّ أحياني

فأحيا جنّةً

تَصحو خمائلُ عِطرِها

في المَرمَرِ

****************************

(إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له ..كُن….فيكون)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى