
إعداد/ على الحاروني
لقد شهد تيار الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط وفي القلب منها العالمان العربي والإسلامي انهياراً واضحاً في الحقبة الأخيرة، وهو ما شاهدناه في تونس ومصر وليبيا.. ليس هذا فحسب بل نجد أيضاً ملف الإسلام السياسي علي طاولة الدول الأوروبية، حيث اتخذت الأخيرة عديد الإجراءات لتحجيم التيارات الإسلامية المتطرفة التي تشكل تهديداً لأمن المجتمع الأوروبي ولا سيما في فرنسا وألمانيا.


إذا حاولنا تأصيل تجربة الإسلام السياسي في العالمين العربي والإسلامي علي ضوء ثورات الربيع العربي وما تلاها من أحداث علي ضوء تجارب مصر وليبيا وأخيراً تونس, يمكن القول إن هناك العديد من الأسباب والسياسات التي عجلت بإنهيار دولة الإسلام السياسي بلا رجعة ومن أهمها إخفاق الإسلام السياسي في صياغة وتبني نموذج سياسي مقبول من المجتمعات العريبة لاسيما في مصر من قبل جماعة الإخوان المسلمين المصرية وحركة النهضة التونسية أثناء فترة حكمهم وعجزهم عن تبني برنامج إصلاح اجتماعي واقتصادي وسياسي متكامل مع تبنيهم لممارسات سلطوية ونخبوية من أجل الاستئثار بالسلطة ناهيك عن غياب الديموقراطية الداخلية داخلها مع وجود إنقسامات وإنشقاقات داخل التيار الإسلامي السياسي سواء في تونس أو مصر ومما أدي في النهاية إلي عزوف الشارع عن المشاركة السياسية لإنعدام الثقة في هذه التيارات.
وهذا يتوقف علي استعدادهم للدخول في حوار وطني مع كافة القوي السياسية ونقدها لذاتها وقيامها بمراجعة برامجها وتجديد مبادئها وأهدافها وإعادة النظر في إختياراتها بما يتناسب مع طموحات الشارع العربي وإحتياجات البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً … إلخ. ولعل هذا ما أعلنه مجلس شورى حركة النهضة (إخوان تونس) برئاسة عبد الكريم الهاروني وتأكيده علي استعداد الحركة لنهج الحوار مع جميع الأطراف الوطنية وفي مقدمتها رئيس الجمهورية قيس سعيد من أجل تجاوز تونس لازماتها المتعددة والمتنوعة فهل تصدق النوايا ويتحقق ذلك علي أرض الواقع ؟!



